تعتزم السلطات الإسرائيلية إلزام زوار الأسواق والمراكز التجارية المغلقة، بتحميل تطبيق تعقب، وذلك ضمن التخفيفات المرتقبة على عمل القطاعات التجارية ضمن التسهيلات التدريجية للقيود التي تم فرضها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ولفت الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" إلى أن التطبيق سيعمل ضمن نظام مراقبة يتيح معرفة عدد الزوار في المراكز التجارية أو الأسواق على مدار الساعة، بحجة إجراء تحقيق وبائي سريع إذا زار مريض كورونا الموقع، وتحذير الذين تواجدوا في المكان.

ووفقًا لتعليمات السلطات المعنية، فإن الشركات الخاصة المالكة لمراكز التسوق ستتحمل مسؤولية تطوير التطبيقات وتشغيلها، ما قد يتيح لها الوصول إلى بيانات المستخدمين، ما يوفر لهم كما هائلا من المعلومات حول عادات الاستهلاك، ووسط مخاوف من انتهاك الحق في الخصوصية.

وفي هذا السياق، توجهت وزارة المالية الإسرائيلية إلى الهيئات الإدارية للممجمعات التجارية والأسواق، خلال الأسبوع الماضي، وأخطرتهم بضرورة الاستعداد مسبقًا لاستئناف نشاطهم الاقتصادي، عبر تطوير تطبيقات مراقبة وتثبيت أنظمة لرصد الزوار.

وتوفر البيانات التي تتيحها تطبيقات التعقب وأنظمة الرصد، للمراكز التجارية، معلومات حول نوعية المتاجر التي يزورها كل شخص، ومدة إقامته في كل متجر، وما هي المناطق الأكثر جذبًا للزوار.

ولم يتضح بعد ما مدى إمكانية وصول أصحاب المراكز التجارية إلى البيانات التي سيتم حفظها في نظام المراقبة، وإذا ما كانت التطبيقات تسمح للمشغلين بمراقبة الزبائن وتعقبهم حتى بعد مغادرة المجمعات التجارية.

كما أن الصورة لا تزال ضبابية في ما يتعلق بالجهة التي سيشرف على تشغيل أنظمة المراقبة في مراكز التسوق المسؤولة عن تطوير التطبيقات، وما إذا كانت إدارات المراكز التجارية ستكون قادرة على الاستفادة التجارية من المعلومات.

ويصر المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية، موشيه بار سيمان طوف، على تطوير تطبيقات التعقب والمراقبة، كشرط أساسي للسماح للأسواق العامة والمجمعات التجارية باستئناف عملها. ذلك بالإضافة إلى تقليص عدد الزوار والالتزام بالمبادئ التوجيهية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات الواقية وقياس درجة الحرارة عند المدخل.

وخلال جلسة الحكومية الإسرائيلية التي عقدت يوم الإثنين الماضي، بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومشاركة ممثلي مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ورؤساء لجان تجار السوق، أكد بار سيمان طوف أن تطبيقات المراقبة باتت قيد التطوير بالفعل.

وأوضح بار سيمان طوف أنه سيُطلب من الأشخاص الذين يدخلون الأسواق والمراكز التجارية مسح رمز ضوئي (QR Code)، باستخدام هواتفهم المحمولة لمراقبة مسارهم في السوق أو المركز التجاري.

وأضاف أن التطبيق "سيعرف من كان في السوق، وما هو المسار الذي سلكه ومن كان بجواره - لذلك إذا كان هناك أي حالة عدوى أو إصابة في السوق، فسوف نعرف من مكث بجواره ونضع هؤلاء الأشخاص في عزلة، دون أن نضطر إلى إدخال مجموعة كبيرة في عزلة".

ونقل موقع "هآرتس" عن مطوّر تطبيقات إلكترونية مطلع على تطوير تطبيقات التعقب للمراكز التجارية، أن المراقبة والتعقب ستتم باستخدام تقنيتين سيتم تطويرهما بشكل منفصل: نظام آلي لتتبع عدد الأشخاص الموجودين في المجمع التجاري في لحظة معينة، وتطبيق يتم تثبيته على الهواتف المحمولة للزوار. وشدد على أن المعلومات التي ستتوفر لأصحاب المراكز التجارية أن ذات قيمة تجارية كبيرة تساعد في أغراض التسويق.

وأوضح الموقع أن يوم أمس، الثلاثاء، عقدت جلسة مشاورات لوضع خطة لاستئناف عمل الأسواق والمراكز التجارية المقبلة، على أن يطرح لمصادقة الحكومة خلال الفترة المقبلة. وكانت وزارة الصحة قد أبدت موافقتها المبدئية على استئناف عمل الأسواق والمراكز التجارية، إذا ما تواصلت موجة التباطؤ على انتشار الفيروس في البلاد، وانخفاض عدد المرضى والمصابين وارتفاع نسب التعافي.

اقرأ/ي أيضًا | ضابط إسرائيلي كبير: غزة هي التحدي الأكبر بظل كورونا