وصل وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، إلى إسرائيل اليوم، الخميس، في زيارة مفاجئة. ورغم أن الأنباء التي ترددت في إسرائيل حول الزيارة والتوصل إلى اتفاق بين الدولتين حول تسيير رحلات جوية سياحية من إسرائيل إلى اليونان، إلا أن "السبب الحقيقي للزيارة الخاطفة هو محاولة تجنيد أكثر دعم ممكن في إسرائيل، وعلى الأقل في الحلبة الدبلوماسية، للتوتر المتعاظم مع الأتراك"، حسبما ذكرت المراسلة السياسية لصحيفة "هآرتس"، نوعا لانداو.

والتقى دندياس مع نظيره الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ولاحقا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وقال نتنياهو للوزير اليوناني، بحسب بيان صادر عن مكتبه، إن "زيارتك إلى إسرائيل تشكل تعبيرا آخر على الصداقة الرائعة التي تسود بين إسرائيل واليونان، حيث احتاج إطلاقها لبعض الوقت ولكنها تتوسع الآن إلى جميع المجالات والاتجاهات".

وأضاف نتنياهو أن "المجال الأول هو المصالح الجيوسياسية المشتركة لبلدين ديمقراطيين يقعان في شرقي البحر الأبيض المتوسط. بطبيعة الحال ننظر بخطورة إلى أي عمل عدواني يتم القيام به في شرقي البحر المتوسط مهما كان الطرف الذي قام به، بما في ذلك تركيا".

وهذه زيارة وزير الخارجية اليوناني الثانية إلى إسرائيل خلال فترة قصية. فقد زارها في حزيران/يونيو الماضي، للمشاركة في اجتماع للحكومتين، وطُحت حينها قضية النزاع بين اليونان وتركيا.

وتصاعد التوتر بين اليونان وتركيا إثر إرسال أنقرة، يوم الإثنين الماضي، سفينة "عروج ريس" للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية. كما نشرت اليونان أيضا سفنا حربية لمراقبة السفينة التي تبحر حاليا غرب جزيرة قبرص.

وحض رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، تركيا على "التعقل" في المواجهة البحرية في شرق المتوسط المرتبطة بالتنقيب عن مصادر الطاقة، محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى حادث عسكري. وأشارت لانداو إلى أنه "في ذروة الدراما البحرية الحاصلة في هذه الأيام بين اليونان وتركيا، لا يأبه اليونانيون بأن يغلقوا الآن رحلات جوية أسبوعية إلى أراضيهم من دولة منكوبة بكورونا" أي إسرائيل.

ويتوقع أن يلتقي وزير الخارجية اليوناني، غدا، مع نظيره الأميركي، مايكي بومبيو، كما يتوقع عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتداول في الأزمة الناشئة.

وأشارت لانداو إلى أن "إسرائيل، التي أبرمت في السنوات الأخيرة تحالفا ثلاثيا وثيقا مع اليونان وقبرص، وبين أسباب ذلك الرد على علاقاتها المتدهورة مع تركيا، سارعت إلى نشر بيان دعم، قالت فيه إنها ’تتابع عن كثب التوتر المتصاعد في شرقي البحر المتوسط وتعبر عن دعمها الكامل وتضامنها مع اليونان’".

وأضافت لانداو "واضح أن هذا لن يكون التعبير الوحيد عن الدعم لليونان. فالمصلحة الإسرائيلية بموارد الغاز في إطار الخطة الطموحة لمد أنبوب غاز مع اليونان وقبرص إلى أوروبا، التي تحاول التخلص من التعلق بروسيا. وهناك مجالات تعاون سرية أخرى".

ومن الجهة الأخرى، وفقا للانداو، فإن "إسرائيل ليست متحمسة فعلا للدخول في مواجهة مباشرة مع تركيا، ولذلك تحاول السير بقدر ما تستطيع بين النقاط. وفي هذا السياق، فإن بيان الدعم الواضح لليونان كان غير مألوف. وسارع اليونانيون إلى ترجمته إلى اللغة اليونانية ونشره وهم يحاولون إقحام إسرائيل بقدر الإمكان في النزاع".

ورأت لانداو أنه "على هذه الخلفية، استئناف السياحة الإسرائيلية إلى اليونان هي ربما قطعة حلوى صغيرة مُنحت في المقابل للجمهور الإسرائيلي أو لحكومة نتنياهو، وتعهدت ’بفتح السماء’ منذ يوم الأحد المقبل. وفي الفترات العادية، كانت إسرائيل تفضل تحسين نمط التصويت في الأمم المتحدة كتعويض. لكن في هذه الأيام بات عاديا تضليل الحكومة، التي تلقي بقع حلوي صغيرة جدا للإسرائيليين العالقين في دول تواجه أزمة كورونا".

وخلصت لانداو إلى أنه "من الأفضل الحصول على تصفيق لخطة سياحية إلى الجزر اليونانية الساحرة، على إجراء نقاش حول تبعات دخول إسرائيل إلى مواجهة متصاعدة بين عدوتين في البحر المتوسط".