كشف تقرير إسرائيليّ، أن كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، فوجئوا بالتسوية التي توصلت الحكومة الإسرائيلية إليها مع قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والتي تقضي بإخلاء البؤرة الاستيطانية "أفيتار" المقامة على جبل صبيح قرب نابلس مؤقتا، على أن تبقى قوة عسكرية من جيش الاحتلال بشكل دائم في الموقع الذي ستقام عليه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وبعد فحص الوضعية القانونية للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته مساء الإثنين، أن "مخطط التسوية يتعارض مع موقف كبار مسؤولي القيادة المركزية والاستخبارات، والذي يقضي بضرورة إخلاء البؤرة الاستيطانية على الفور، من أجل منع تصعيد في الضفة الغربية (المحتلة)".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تورد اسمه، القول: "يجب إخلاء هذه البؤرة الاستيطانية، ويجب إخلاؤها في أسرع وقت ممكن".

وقالت الصحيفة إن مسؤولين امنيين رفيعي المستوى، أوضحوا أنه "على الرغم من دعمهم للسعي من أجل إخلاء متفق عليه للبؤرة الاستيطانية، خوفًا من تعرّض الأشخاص (المستوطنين) الذين يتم إجلاؤهم، لعنف"، إلا أنهم لا يدعمون "مخططا يتيح إقامة مدرسة دينية، ستعيش عدة عائلات ضمن إطارها".

لافتة ترحّب بالمستوطنين (أ ب)

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: "منذ اللحظة الأولى، (كان) موقف مؤسسة الأمن أنه يجب إخلاء البؤرة الاستيطانية على الفور، وهذا الموقف لم يتغير" مشدّدا على أنّ "قرار الاتفاق مع أهالي (مستوطني) أفيتار اتُّخذ فوق المستوى الأمنيّ".

وأضاف مسؤول آخر: "هذا حدث غير قانوني تمامًا، وليس جيدًا لإسرائيل من أي زاوية، وبخاصة الأمن، في (ظل) الواقع الموجود على الأرض اليوم".

وعلى حد قوله، فإن ما سمح بتأسيس البؤرة الاستيطانية هو "استغلال لفترة كانت فيها المؤسسة الأمنية في خضم عملية ’حارس الأسوار’ (المسمى الإسرائيلي لعدوان الاحتلال على غزة)".

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين المذكورين، يعتقدون أن "أي مخطط يترك البؤرة الاستيطانية في مكانها يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في الضفة الغربية".

(أ ب)

ووفق الصحيفة، فإن مصدرا أمنيا، قال خلال "نقاش مغلق" حول الموضوع، إن "قضية أفيتار ليست مجرد زاوية إسرائيلية واعتبارات سياسية، إنها قضية فلسطينية معقدة"، مشيرة إلى أن مصدرا آخر قال في الجلسة ذاتها، إن حركة المقاومة "حماس"، تدعم النضال ضد إقامة البؤرة الاستيطانية، و"تستغلها لإذلال السلطة الفلسطينية التي تمر بأوضاع صعبة للغاية في الضفة الغربية".

وذكرت هيئة البثّ الرسمية "كان 11"، أن وزير الأمن، بيني غانتس "أبدى تحفظات على التسوية"، موضحة أنه رفض خلال "محادثات مغلقة، الالتزام بإقامة كنيس في الموقع بحسب مخطط التسوية، حتى يتم توضيح وضع الأرض".

وقال غانتس: "نريد منع العنف وليس إحراج الحكومة. لكن الحل سيكون فقط وفق القانون".

كما نقلت هيئة البثّ عن مسؤولين أمنيين، القول إن "مخطط التسوية الذي نشر الليلة الماضية لا يتماشى معهم وإنهم يعارضونه".

خوف من تصعيد أمنيّ (أ ب)

ونقلت الهيئة عن مصدر أمنيّ، القول، إن "استمرار الوجود الإسرائيليّ في نفس المنطقة (البؤرة الاستيطانية) سيتطلب منهم تخصيص قوات كبيرة لحراسة طلاب المدرسة الدينية الذين من المتوقع أن يتمركزوا هناك في غضون ستة أسابيع تقريبًا".

مصلحة إستراتيجيّة

في المقابل، قال كوبي إليراز، الذي عمل مستشارًا لأربعة وزراء أمن في إسرائيل، من بينهم رئيس الحكومة الحالي، نفتالي بينيت حينما كان وزيرا للأمن، إنه يعتقد أنه يمكن تنظيم البؤرة الاستيطانية، بحسب هيئة البث التي أشارت إلى أن إليراز، قدّم وجهة نظر مكتوبة، بشأن الموضوع لمستوطني البؤرة، قائلا فيها إن "الأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية يمكن تصنيفها كأراضي دولة، بناءً على الصور الجوية للمنطقة".

وبحسب إليراز، فإن "تحليل الصور الملتقطة عبر الجوّ، يكشف أن الأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية، لم تتم زراعتها منذ 12 عامًا على الأقل".

وذكر أليراز أنّ "موقع البؤرة الاستيطانية يخدم المصلحة الإستراتيجية الإسرائيلية، لأنها (البؤرة) تقع بالقرب من طريق عبر 505، الذي يربط ’غوش دان’ وغور الأردن"، مشيرا إلى أنّ "هذا يمثل خط عرض مهم للغاية لإسرائيل، وإنشاء مستوطنة إسرائيلية بجوارها يساعد على وقف السيطرة الفلسطينية على المنطقة".

شبان فلسطينيون مقاومون (أ ب)

وأصدر غانتس، في وقت سابق الإثنين، تعليماته إلى قادة الجيش بالاستعداد والتحضر لإخلاء "أفيتار"، وذلك على الرغم من الأنباء التي تفيد بأنه تم التوصل إلى تسوية بين الحكومة الإسرائيلية وقادة المستوطنين بشأن إخلاء البؤرة الاستيطانية والعمل على شرعنتها مستقبلا.

وبحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن غانتس أصدر تعليماته لضباط الجيش التحضر لإخلاء "أفيتار" خلال الأيام المقبلة، هذا إلى جانب الحوار الذي تجريه المؤسسة الأمنية مع المستوطنين لكي يقوموا بإخلاء المكان دون أي مواجهات.

وحيال ذلك، من المتوقع أن يدفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات والوحدات إلى شمال الضفة الغربية ومنطقة جبيل صبيح قرب نابلس، حيث أقيمت البؤرة الاستيطانية، كما ستدفع الشرطة بالعديد من القوات إلى المنطقة، وذلك ضمن الاستعدادات لعملية إخلاء البؤرة الاستيطانية.

وتوصلت الحكومة الإسرائيلية مع قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، إلى "تسوية" تقضي بإخلاء البؤرة الاستيطانية "أفيتار" مؤقتا المقامة على جبل صبيح قرب نابلس، على أن تبقى قوة عسكرية من جيش الاحتلال بشكل دائم في الموقع الذي ستقام عليه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وبعد فحص الوضعية القانونية للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية. وأعلن المستوطنون في "أفيتار" قبولهم "التسوية"، بحيث سيغادرون المكان خلال الأسبوع دون أن تهدم الأبنية الاستيطانية التي أقاموها في المكان.