تواصل شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرئيلية ("أمان") دراسة اعتبارات رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بشن هجوم "طوفان الأقصى" المفاجئ في "غلاف غزة"، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وتعتبر "أمان" إلى جانب الشاباك مسؤولان عن الإخفاق الأمني الإسرائيلي بسبب عدم رصدهما خطة حماس الهجومية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ويرجح جهاز الأمن الإسرائيلي، مثلما ترجح أجهزة استخبارات أخرى في دول غربية ودرست الموضوع، أن "إيران وحزب الله لم يحصلا على بلاغ مسبق من السنوار حول الهجوم وتوقيته"، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

وكان الاعتقاد في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، قبل 7 أكتوبر، أن حماس تريد استمرار التهدئة، وأنها راضية من التعهدات الإسرائيلية بزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل للعمال من القطاع، وأن "أمان والشاباك لم يفكرا بأن حماس ستنفذ خطة هجومها، رغم أنها كانت معروفة لإسرائيل منذ أكثر من سنة"، حسب هرئيل.

وانهارت هذه التقديرات الإسرائيلية كليا، في 7 أكتوبر. ويحاولون في "أمان" تحليل أسباب "التغيير في توجهات السنوار، الذي امتنع عن مواجهة عسكرية مع إسرائيل طوال سنتين وخمسة شهور، منذ نهاية عملية ’حارس الأسوار’ العسكرية (أيار/مايو 2021) وقرر عدم التدخل في عدة جولات قتالية قصيرة بين الجيش الإسرائيلية والجهاد الإسلامي". واعتبرت إسرائيل أن حماس "مرتدعة".

وأضاف هرئيل أن "أمان" لا تشير إلى سبب واحد لتغير توجهات حماس، وإنما ترجح أنه كانت هناك اعتبارات متزامنة: منع اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية، الذي كان من شأنه أن يضع القضية الفلسطينية في الهامش؛ الإحباط من الجمود في المفاوضات حول تحرير أسرى مقابل مواطنين وجثتي جنديين إسرائيليين محتجزين في غزة؛ التوتر المتصاعد حول القدس والمسجد الأقصى؛ الأزمة الداخلية في إسرائيل على خلفية خطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.

من جهة ثانية، نفى هرئيل إمكانية تنفيذ خطة تبحثها إسرائيل والولايات المتحدة حول طرد الآلاف من مقاتلي حركة حماس من قطاع غزة، بادعاء تقصير مدة الحرب على غزة، والتي نشرت عنها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس، وقالت إنها شبيهة بخطة خروج منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة ياسر عرفات، من بيروت والانتقال إلى تونس، خلال اجتياح إسرائيل للبنان في العام 1982.

وأضاف هرئيل أنه "ينبغي الاعتراف في هذه المرحلة أن هذا الحل يبدو كسراب إسرائيلي. فأولا، السنوار مختلف عن عرفات ويصعب الاعتقاد أنه سيصل إلى وضع يوافق فيه على استسلام كهذا، بدلا من مواصلة القتال. وثانيا، يبد أن أي دولة في المنطقة ليست مجنونة كي توافق على المخاطرة باستضافة مسلحين من حماس، من دون دراسة إمكانية أن هؤلاء سيحاولون السيطرة عليها بعنف مثلما فعلوا في غزة بالضبط (عام 2007). ويبدو أن قطر، التي موّلت حماس بمليارات الدولارات – بتشجيع من نتنياهو – واعتقدت أنها تسيطر عليها، لن تخاطر في المستقبل مع ضيوف كهؤلاء".