كشفت دراسة جديدة صادرة عن دائرة التاريخ في القيادة العامة للجيش الاسرائيلي، عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، كان قد طرح عشية حرب الايام الستة، في العام 1967، على قائد هيئة اركان الجيش الاسرائيلي في ذلك الحين، اسحاق رابين، "شن حرب (على الدول العربية) من دون مصادقة الحكومة".

يشار الى ان الجنرال شارون كان في ذلك قائد شعبة التدريبات واحدى الفرق العسكرية الثلاثة في جنوب اسرائيل على الحدود مع مصر.

وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء، ان كاتب الدراسة، وكتاب "أشكول، أصدر امرا"، هو الكولونيل عامي غلوسكا.

واشارت الصحيفة الى ان المعلومات المتعلقة بدعوة شارون الى تنفيذ انقلاب عسكري في اسرائيل وردت في شهادة ادلى بها شارون امام باحثين من دائرة التاريخ في الجيش الاسرائيلي، في اعقاب حرب العام 1967، وانه تم نشر اجزاء من شهادته هذه في الصحف الاسرائيلية في الماضي.

رغم ذلك، قالت هآرتس ان هذا اول نشر رسمي لاقتراح رئيس الوراء الاسرائيلي الحالي "للسيطرة على الحكم من اجل اصدار قرار، واحتجاز وزراء الحكومة في غرفة مجاورة حتى يتمكن رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي الى صوت اسرائيل (الاذاعة الاسرائيلية العامة) ويبث البيان" بخصوص شن حرب على الدول العربية.

واوردت هآرتس موجزا لاقوال شارون الواردة في شهادته امام دائرة التاريخ في الجيش الاسرائيلي.

وجاء فيها انه "بعد اللقاء الاول مع (رئيس الوزراء ووزير الدفاع الاسرائيلي، ليفي) أشكول، وانا مضطر الى القول انني شخصيا... وقد تحدثت حول ذلك مع قائد هيئة الاركان، ولاول مرة ينتابني الشعور، ويتوجب الاعتراف بذلك... اذ تساءلنا اكثر من مرة اذا كان يمكن حدوث وضع في اسرائيل يستولي فيه الجيش على السلطة، وهل يمكن نشوء وضع يتخذ (الجيش) فيه قرارات من دون الحكومة، وقد قلت دائما ان هذا غير ممكن وان هذا الامر لا يمكن ان يحدث في دولة اسرائيل.

"في 28 ايار/مايو (1967) قلت لقائد هيئة الاركان العامة (اسحاق رابين) ولاشخاص اخرين تواجدوا في المكان، انه عمليا هذه هي المرة الاولى التي ينشأ فيها وضع يؤدي الى حدوث امر كهذا، وحتى ان يتم تقبله بصورة جيدة.

"وهذا يعني ان الاستيلاء على الحكم، ليس في اطار الرغبة في السلطة، وانما في اطار اتخاذ قرار، القرار الاساسي، بامكان الجيش اتخاذ القرار الاساسي من دون الحكومة".

وقال شارون عن رد فعل رابين "انني لا اذكر ما اذا كان قد وافق ام لا، لكني اعتقد ان الامر بدا له على هذا النحو".

ورغم ان شارون قال ان الحديث بين اركان الجيش الاسرائيلي حول "الاستيلاء على السلطة" لم يكن عمليا، لكنه اضاف انه "بعد الاجتماع في الثاني من حزيران/يونيو (مع الحكومة) بقينا للحديث وقلت انه لو اننا نهضنا في مرحلة معينة وقلنا (للحكومة) اسمعوا انتم، ان قراراتكم تشكل خطرا على دولة اسرائيل، وبما ان الوضع خطير للغاية، فانكم مطالبون بالدخول الى الغرفة المحاذية والانتظار هنا، فيما سيتوجه قائد هيئة الاركان العامة الى صوت اسرائيل وسيبث بيانا".

واضاف شارون في شهادته ان رئيس واعضاء الحكومة الاسرائيلي كانوا سيتقبلون كلامه "انه خفف عنهم. هكذا كان شعوري".

وقالت هآرتس ان الكولونيل غلوسكا اشغل عدة مناصب رفيعة في مكتب رئيس الوراء وفي وزارتي الخارجية والامن الداخلي، وكان عضوا في طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين وعمل ايضا في ديوان الرئيس الاسرائيلي.

واضافت الصحيفة انه تم منحه حرية الاطلاع على أي مستند في ارشيف ارملة اشكول واياض حرية الاطلاع على اكثر الوثائق الاسرائيلية سرية، وبينها محاضر جلسات الحكومة الاسرائيلية وقيادة اركان الجيش ولجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست. كما سمح له الاطلاع على تقارير استخباراتية بالغة السرية.

وقالت هآرتس ان البحث الذي حصل غلوسكا في اعقابه على لقب الدكتوراة غير متوفر لاطلاع الجمهور عليه، وانما تم نشر اجزاء منه في كتاب "اشكول، اصدر امرا" الصادر عن دار نشر تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي.