- الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة -


لم  يتوقع الإسرائيليون في أحلك توقعاتهم سوداوية أن يحمل عام 2011 كل هذه التغييرات الدراماتيكية، فبعد فشل عدوان تموز 2006، وتعثر الحروب الأمريكية في المنطقة، وتقدم إيران بشكل كبير في برامجها التسليحية، وشكوى إسرائيل المستمر من تآكل شرعيتها عالميا، وتدهور علاقتها مع تركيا التي زادت حدّتها خلال العام، توالت الضربات.

 

مصر؛ الضربة القاسمة
بدأت الضربة الأولى في تونس، غير أن الضربة القاسمة كانت في مصر حيث أطاحت ثورة 25 يناير بأهم حليف للولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط. وتنصب الجهود الأمريكية والإسرائيلية مؤخرا من أجل الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر، وتضطلع الولايات المتحدة بدور هام في هذا السياق حيث تبذل جهودًا كبيرة لفتح قنوات حوار مع الحركات الإسلامية التي حققت إنجازات في المرحلة الأولى والثانية للانتخابات المصرية.
 
 ضربة الاعتراف الأممي
على مستوى العلاقات مع الفلسطينيين، وصلت المفاوضات المجهدة والمجهضة إلى طريق مسدود كما هو متوقع،   واستنتجت السلطة الفلسطينية أن  إسرائيل تتلاعب بهم، وأن أقصى ما تطرحه يبعد مسافات نائية عن الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به الفلسطينيون في إطار تسوية-  في ميزان القوى الحالي، وعبر عن هذا التوجه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بقوله إن إسرائيل «تريد عميلا لا شريكا». كانت نقطة الكسر في العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية الهشة توجه الفلسطينيين بطلب اعتراف للأمم المتحدة بدولة فلسطينية،  ثم  التقدم  بطلبات مماثلة لمؤسسات أخرى تابعة للأمم المتحدة كاليونيسكو.
 
ضربة المصالحة
 لكن الضربة الموجعة كانت استنتاج قيادة الفصائل الفلسطينية بأن المصالحة أصبحت ملحة وضرورية  على وقع المستجدات في العالم، لا سيما العالم العربي، ومضوا باتجاه المصالحة من منطلق قناعات راسخة،  وسجل الأسبوع الماضي محطة هامة  في الطريق إلى تحقيق المصالحة الوطنية من خلال  تشكيل الهيئة القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية  تمهيدا لانضمام الفصائل الفلسطينية إليها.
 
ضربات عالمية؛ تراجع أمريكا، بروز روسيا وانتقاد أوروبي
عامل آخر أسهم في رفع منسوب القلق الإسرائيلي، ألا وهو تراجع مكانة الولايات المتحدة وهيمنتها عالميا  بعد الانتكاسات التي منيت بها في العراق وأفغانستان، والأزمة الاقتصادية التي اجتاحتها، وبالمقابل برز دور روسي يسعى إلى استعادة مكانته العالمية  وإنهاء حالة القطب الواحد وتفرد الولايات المتحدة في فرض إرادتها على دول العالم، ويأتي ذلك في ظل أزمة اقتصادية تجتاح أوروبا أيضا مما يتيح المجال للروس للبروز ولعب دور عالمي هام من شأنه أن يقلب الموازين.
 
 عامل آخر يقلق إسرائيل وهو تزايد الانتقادات لسياساتها عالميا، لا سيما في أوروبا، حيث  تعرضت لإدانة أوروبية جراء نشاطاتها الاستيطانية، وما زاد الطين بلة هو وثيقة أوروبية تنتقد التمييز الذي يعاني منه فلسطينيو الداخل،  وتشير الوثيقة إلى أن أوروبا باتت مدركة أكثر لحقيقة إسرائيل، لكن هذا الإدراك لا زال بعيدا عن اتخاذ مواقف عملية.