رغم أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سيكون أهم زعيم دولة في العالم لدى توليه المنصب، إلا أن توجهاته السياسية ليست واضحة. والتساؤلات في إسرائيل حيال ذلك أكبر، خاصة على ضوء اعتبار اليمين المتطرف، الذي يشكل الائتلاف الحكومي، يعتبر أن ترامب واحد منهم، بعد أن عبر عن مواقف تجاه القضية الفلسطينية قريبة جدا من مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول 'الدولة اليهودية' و'القدس الموحدة' والاستيطان.

ومثل قادة اليمين المتطرف، يرى رئيس 'معهد أبحاث الأمن القومي' في جامعة تل أبيب، اللواء في الاحتياط عاموس يدلين، وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، أن توجد 'نافذة فرص' بالنسبة لإسرائيل بانتخاب ترامب رئيسا، خاصة بعد 'السنوات العجاف' في العلاقات بين نتنياهو والرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما.

وكتب يدلين في مقال نشره في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اليوم، الخميس، أنه 'من الطبيعي أنه في إسرائيل يسعون إلى فهم تأثيره (أي ترامب) على الأمن القومي الإسرائيلي'، مشيرا إلى أنه 'لا بديل عن الولايات المتحدة كأهم دولة عظمى داعمة لإسرائيل. فلا روسيا ولا الصين تقدمان المساعدة لأمن إسرائيل بمليارات الدولارات ولا تزودها بأسلحة حديثة لتعزيز (قوة) الجيش الإسرائيلي. كما أنهما لا تمنعان بواسطة الفيتو قرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي'.  

ورأى يدلين أنه توجد ست نقاط تتعلق بتعميق إسرائيل لحلفها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة برئاسة ترامب، ويتعين على نتنياهو أن يبحث فيها لدى لقائه مع ترامب.

النقطة الأولى، تتعلق بإعادة بناء الثقة بين الجانبين بعد أن تراجعت أثناء ولاية أوباما، 'وعلى كلا الزعيمين أن يستعرضا بينهما المصالح العليا والخطوط الحمراء. وثمة أهمية أن يتفقا على ألا يفاجئان بعضهما. واستئناف العلاقة بين الرئيس ورئيس الحكومة هام للغاية'.

النقطة الثانية، هي إجراء تغيير في السياسة الخارجية الأميركية. إذ اعتبر يدلين أن 'الولايات المتحدة مارست سياسة خارجية أضرّت بعلاقاتها مع حليفاتها في المنطقة. وليس إسرائيل فقط، وإنما مصر والسعودية وتركيا تريد رؤية سياسة أخرى. وعلاقات إسرائيل الجيدة مع مصر والأردن، وتلاقي المصالح مع السعودية واستئناف العلاقات مع تركيا بإمكانها أن تشكل أساسا لحلف قوي يواجه التحديات بشكل جيد جدا'.   

النقطة الثالثة متعلقة بسورية، ودعا يدلين في سياقها إلى 'البحث في كيف ستبلور الولايات المتحدة وحليفاتها إستراتيجية مختلفة مقابل الروس والإيرانيين الذين يؤيدون نظام الأسد الدموي'.

النقطة الرابعة تتعلق بإيران وبرنامجها النووي. وأشار يدلين إلى أن 'إيران هي أهم تهديد على إسرائيل في المدى البعيد. والاتفاق النووي هو حقيقة ناجزة ومخاطره في المدى القريب ضئيلة قياسا ببدائل أخرى. وعلى الأرجح أن إدارة ترامب لن تلغيه'. لكن يدلين اعتبر أن الاتفاق يصبح إشكاليا في المدى البعيد، لأنه 'سيحصل الإيرانيون عندها على شرعية لبرنامج نووي واسع ومتطور وعلى مسافة صفر من القنبلة'. وأضاف أن الحل هو 'العودة إلى التنسيق الاستخباراتي الكامل من أجل كشف خروقات إيرانية والتوصل إلى اتفاق تمنح بموجبه الولايات المتحدة إسرائيل كافة القدرات العملانية من أجل العمل، إذا استنفذت الخيارات الأخرى'.

والنقطة الخامسة تتعلق بـ'عملية السلام'. ودعا يدلين إلى البحث في تسويات مع العالم العربي، وهذه فكرة نتنياهو، 'وفي أفكار جديدة تحافظ على فكرة الدولتين كحل ممكن ولكن ينبغي الاعتراف بعدم وجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق دائم الآن'. وزعم يدلين أنه 'لا يعقل أن البناء في الأحياء اليهودية للقدس (المحتلة) يكون مساويا للبناء في مناطق لن تكون جزءا من إسرائيل' في إشارة إلى المستوطنات في الضفة الغربية.  

اقرأ/ي أيضًا | "ترامب لا يعتقد أن البناء بالمستوطنات يعرقل السلام"

والنقطة السادسة تتعلق بـ'أمن إسرائيل'، واعتبرها يدلي أنها 'مدماك أساسي في العلاقات'، وأنه ينبغي تعزيز العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا السياق من أجل ضمان تفوقها العسكري والحفاظ على 'القدرات الإستراتيجية' الإسرائيلية.