دعا مسؤول أمني إسرائيلي سابق رفيع إلى استغلال تفجير النفق عند الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، بحيث تستخدم إسرائيل قصف هذا النفق كرافعة لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج خصوصا، وفي مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر والأردن، ضد إيران.

يشار بداية إلى تزايد تأثير مراكز الأبحاث الإسرائيلية، التي يديرها أشخاص من اليمين الإسرائيلي، على حكومة إسرائيل اليمينية المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو. ويبرز بين هذه المراكز "مركز القدس للشؤون العامة والدولة"، الذي يرأسه دوري غولد، الذي يعتزم نتنياهو تعيينه مبعوثا خاصا خلفا لمبعوثه الخاص المستقيل، يتسحاق مولخو. والمسؤول الأمني السابق المذكور أعلاه هو يوسي كوبرفاسر، البااحث في "مركز القدس للشؤون العامة والدولة"، والذي أشغل في الماضي منصب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

واعتبر كوبرفاسر في مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأربعاء، أن "العبرة المركزية من الوضع الناشئ في قطاع غزة في أعقاب عملية المصالحة، والذي ظهر بصورة أبرز في أعقاب الحدث أول من أمس (أي تفجير النفق)، هي أنه يحظر على إسرائيل أن توهم نفسها بأن ما تبدو كعملية المصالحة، سوية مع جهودها من أجل تحسين جودة الحياة في غزة (!!)، سيؤدي إلى لجم التهديد الإرهابي عليها من القطاع".

وفي الوقت الذي تتوجس فيه إسرائيل من المصالحة الفلسطينية ونتائجها السياسية في الساحة الدولية وانعكاس ذلك سلبا على إسرائيل التي ترفض التقدم في عملية سياسية مع الفلسطينيين، وبالتالي سعي إسرائيل إلى إفشال هذه المصالحة، كتب كوبرفاسر أن "مشكلة إسرائيل الحقيقية هي التأكد من ألا يتم التغرير بأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) والأميركيين ليعتقدوا أن "مصالحة – خفيفة" وتخفيف الضائقة الاقتصادية بإمكانها تغيير الوضع بشكل جوهري، من دون تفكيك جميع المنظمات الإرهابية في القطاع من سلاحها وقدراتها العسكرية والإرهابية".

وأردف أن "حادثة النفق ينبغي أن تكون مستغلة من جانب إسرائيل من أجل التأكد من عدم وجود تآكل في موقف السلطة الفلسطينية والأميركيين، الذين يعبرون عن معارضة لـ’مصالحة – خفيفة’، وأن يبدأوا في لجم تطوره ميدانيا... وفي الوقت نفسه علينا استغلال الحادثة من أجل إقناع المصريين بأن موقفهم، بتأجيل معالجة أمر القدرات الإرهابية في إطار المصالحة إلى ما لا نهاية، هو أمر كارثي بالنسبة لهم أيضا".

ورأى كوبرفاسر أن تفجير النفق "عكس العلاقات الوثيقة" بين الفصائل الفلسطينية في القطاع، وأن "حماس والجهاد والإسلامي ومنظمات راديكالية أخرى يتبنون توجه واقعي حيال مفهوم النشاط المفضل في هذه المرحلة، ويجري التنسيق والتعاون بينهم، وهم يستخدمون أيضا الهويات المختلفة من أجل تمكين حماس من نفي مسؤوليته المباشرة عن خطوات تحدي لإسرائيل".

ومضى كوبرفاسر أن "حادثة النفق تكشف أيضا عن عمق التأثير المؤذي للتدخل الإيراني في غزة. وإيران ليست ملتزمة بالاتفاقيات بين حماس ومصر وتبذل كل ما بوسعها من أجل تعزيز القدرة الإرهابية للفصائل في غزة ضد إسرائيل. وحتى لو أظهرت إيران تفهما لحاجة حماس إلى تبني سياسة لينة أكثر، فإن طهران تتطلع إلى تقوية حماس والجهاد، لكي تتأكد من أن حماس لن تضطر إلى تقدم تنازلات كبيرة وستحافظ على هويتها الإرهابية" أي هوية المقاومة.

كوبرفاسر إلى أنه "يتعين على إسرائيل أن تكشف هذا التدخل الإيراني وتمنع، سوية مع مصر، تطوره. وهذا مجال آخر بإمكان إسرائيل فيه أن تستخدم حادثة النفق كرافعة من أجل توثيق التعاون مع الدول السنية البراغماتية"، إذ تغذي إسرائيل الخصومة والعداء بين "الدول السنية البراغماتية" وإيران خدمة لمصالحها الخاصة.

اقرأ/ي أيضًا | حركة مقاطعة إسرائيل تدين مشاركات فلسطينيين في مؤتمر إسرائيلي