تراجعت شعبية رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. وبعد أن حصل حزبه على قرابة 20 مقعدا في الكنيست، في الاستطلاعات قبل ثلاثة أشهر، تراجع إلى 9 مقاعد، في استطلاع نشرته القناة 13 التلفزيونية، أمس، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الخميس، أن استطلاعات داخلية لدى "تيكفا حداشا" وأحزاب أخرى، شملت آلاف المستطلعين وليس مئات، دلّت على حصول هذا الحزب على 7 أو 6 مقاعد.

اقرأ/ي أيضًا | تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وانشق ساعر عن حزب الليكود، في بداية كانون الأول/ديسمبر الماضي، بهدف الوصول إلى رئاسة الحكومة. ولا يزال يعتبر نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة، في ائتلاف يضم حزب "ييش عتيد" الذي تمنحه الاستطلاعات 20 مقعدا، وحزب "يمينا" الذي يتوقع حصوله على 12 – 13 مقعدا، وباقي الأحزاب الصهيونية في المعسكر المناوئ لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. ومن شأن هذا التراجع في قوة ساعر أن يؤثر على نتائج انتخابات الكنيست، التي ستجري في 23 آذار/مارس الجاري، ويقلب آمال المعسكر المناوئ لنتنياهو بتشكيل حكومة مقبلة رأسا على عقب.

وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن أعضاء في حزب ساعر يشعرون بضعف آخذ بالتزايد. وبين أسباب ذلك، وفقا للصحيفة، أنه "عندما خطط ساعر حملته الانتخابية، لم يقدر بشكل صحيح شعبية رئيس يمينا، نفتالي بينيت. وآمن ساعر أنه سيكون البديل الوحيد لنتنياهو في صفوف اليمين، لكن بينيت يفاجئ في الاستطلاعات وحتى أنه تجاوزه في الأيام الأخيرة".

وأضافت الصحيفة أنه في مقر ساعر الانتخابي ما زالوا يتمسكون بإستراتيجيتهم، التي بموجبها بإمكان ساعر فقط تشكيل الحكومة المقبلة. ويشيرون إلى أن بينيت ورئيس "ييش عتيد"، يائير لبيد، يرفضان بعضهما وأن ساعر فقط موجود في الوسط وبإمكانه الربط بينهما، وأن ساعر سينجح بتوجيه رسالة كهذه إلى الجمهور وأن شعبيته سترتفع مجددا.

واعتبر ساعر في مقابلة للقناة 12 التلفزيونية، أمس، أنه في حال لم يشكل هو الحكومة المقبلة، فإن إسرائيل ستتوجه إلى انتخابات خامسة. ومن الجهة الأخرى، يقول متحدثون من حزبه إنه لن يتمكن من تشكيل حكومة مع 9 أعضاء كنيست.

ساعر وبينيت وقعا اتفاق فائض أصوات

وحسب الصحيفة، فإن ثمة مشكلة آخرى يواجهها ساعر، وهي بقاء رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، في الحلبة السياسية، بعد أن توقعوا سقوطه وعدم تمكنه من تجاوز نسبة الحسم، وأن ينتقل ناخبو "كاحول لافان" إلى دعم "تيكفا حداشا"، إثر تقديرات بأن هؤلاء الناخبين هم وسط يمين، ولبيد يساري بالنسبة لهم بينما بينيت يميني ومتدين.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم"، ماتي توخفيلد، أن مرشحا لرئاسة الحكومة يحصل على 9 مقاعد وختى أقل من ذلك، يفقد ثقة الناخبين الذي يتخلون عنه. وأضاف أن الاستطلاعات الداخلية التي تمنح 6 – 7 مقاعد لساعر، تعني أن ساعر لا يخوض معركة على رئاسة الحكومة، وإنما على نسبة الحسم.

وأشار المحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل" الإلكتروني، شالوم يروشالمي، إلى أن "ساعر فقد بسرعة كبيرة السحر الذي تنره أحزاب جديدة. ويعود ذلك إلى تعب قيادة حزبه الذين اختارهم في قائمة مرشحيه. فأشخاص مثل زئيف إلكين، بيني بيغن، تسفي هاوزر، داني ديان وساعر نفسه يفتقرون إلى الحد الأدنى من الكاريزما، ويبثون رسائل مملة وشعارات في غالب الأحيان. وساعر حاصر نفسه برسالة واحدة فقط، بموجبها أنه لن ينضم لحكومة يرأسها نتنياهو".

ولفت يوشالمي إلى أن "ناخبي اليمين بغالبيتهم العظمى لا يختقرون نتنياهو. هم غاضبون عليهم، يعتقدون أنه أخطأ، ينتقدون سلوكه النهم، لكنهم لا يصلون إلى درجة الكراهية التي يشعر بها اليسار تجاه نتنياهو. وتحفظوا في اليمين من رفض ساعر الجارف لنتنياهو، مثلما تفعل أحزاب اليسار. وتزايد قوة نتنياهو في الاستطلاعات الأخيرة جاءت على حساب ساعر أيضا. والأمر الثاني هو أن ساعر فقد اهتمام الناخبين بسبب رسالته الأحادية الأبعاد"، أي "فقط ليس نتنياهو".

اقرأ/ي أيضًا | ساعر: الانتخابات ستفضي لطريق مسدود يقود لجولة خامسة

وأشار يروشالمي إلى أنه في هذه الأثناء تحول بينيت إلى المرشح الأكثر مثارا للاهتمام في الانتخابات الحالية، بسبب تحركه بين المعسكرين، ويحافظ على تعتيم حول المعسكر الذي سينضم إلى بعد الانتخابات.