محللون إسرائيليون: مجزرة رفح كانت متوقعة
أكد محللون إسرائيليون اليوم، الثلاثاء، أن المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح، مساء أول من أمس، بقصف مخيم للنازحين في رفح، التي أسفرت عن استشهاد 45 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، كانت متوقعة.
وفيما يزعم الجيش الإسرائيلي أن هذه المجزرة هي "حادثة"، ووصفها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنها "حادثة مأساوية"، شدد المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، على أنه "كان معروفا أن هذه الحادثة ستقع. فرفح هي ثقب أسود، وفائدة العملية العسكرية مشكوك فيها. والقرار بشن هجوم في رفح، في التوقيت الحالي، ضد (مطالب) العالم كله، كان رهانا يحظر القيام به".
وأضاف أنه لا توجد أهمية لحجج الجيش الإسرائيلي وتحقيقاته في العالم، إذ "تنتشر صور رهيبة، إحداها صورة لطفل بلا رأس، وتدفن تحتها كافة تفسيرات المتحدثين الإسرائيليين. وقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي أدخلت إسرائيل إلى بئر سياسي ودبلوماسي. والحادثة (المجزرة) في رفح زادت من عمق البئر، ولا يوجد سلم فيه".
وتابع برنياع أن "كابينيت الحرب كله مسؤول عن العملية العسكرية في رفح. صحيح أن نتنياهو دفع إليها، لأسبابه الخاصة. لكن هذا لا يعفي غالانت وغانتس وآيزنكوت من المسؤولية. فقد علم الثلاثة جيدا لماذا ندخل إلى رفح، وأيدوا هذا العملية العسكرية دون تردد".
وحذر برنياع من أن "إسرائيل قد تنهي مغامرة رفح بدون خيارات عسكرية، وبدون مخطوفين، وبدون تسوية في الشمال وبدون صفقة سعودية، ومنبوذة ومكروهة في العالم الذي تتعلق به".
من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى تحليل إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة الماضي، بأن على إسرائيل وقف اجتياح رفح، واعتبار أن قرار المحكمة "خطير، لكنها لم تأمر بوقف العملية العسكرية في جنوب قطاع غزة".
وأضاف أنه "رغم أن الولايات المتحدة ليست راضية عن عملية الجيش الإسرائيلي في رفح، لكن بعد أن نجحت إسرائيل بإخلاء، تحت التهديد، حوالي مليون فلسطيني من المدينة، لم يعد هناك فيتو أميركي ضد الدخول إلى رفح. لكن هذا لم يمنع ورطات أخرى. فخلال أقل من 24 ساعة قُتل عشرات المدنيين الفلسطينيين بغارة جوية إسرائيلية، وقُتل جندي مصري بتبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية في منطقة معبر رفح".
وتابع هرئيل أنه "مثلما كان متوقعا سلفا، فإن إخلاء بالإكراه لقسم كبير من السكان المدنيين في المدينة لم يحل المشكلة بالكامل. فرفح لا تزال مكتظة، وحماس مستمرة بالعمل بين المدنيين، وتستخدمهم كدروع بشرية"، رغم أن إسرائيل هجرت النازحين من أنحاء القطاع إلى رفح رغم علمها بتواجد قوات لحماس في المدينة.
وأشار هرئيل إلى أن وصف نتنياهو للمجزرة بأنها "حادثة مأساوية" جاء بعد 20 ساعة على وقوعها، وأنه خلال هذه المدة "لم يعبر أي مسؤول سياسي إسرائيلي عن أسفه على موت مواطنين أبرياء بغارة إسرائيلية. والأخطر من ذلك، هو أن الأبواق المتماهية مع الحكم في إسرائيل احتفلوا بموت المواطنين في سلسلة منشورات بهيمية في الشبكات الاجتماعية".
وتطرق إلى التنديد الدولي بإسرائيل بعد المجزرة في رفح، "والسؤال الآن هو إذا كانت هذه الواقعة، التي حدثت بعد يومين من القرار في لاهاي، ستصعد الضغط الدولي من أجل وقف الحرب، وحتى بدون اشتراط ذلك بصفقة لتحرير المخطوفين".