دخل إضراب المدارس الأهلية يومه الرابع عشر، ولا حل يلوح في الأفق، بعدُ، حيث امتنع قرابة 33000 طالب عن الذهاب للمدارس التزامًا بالإضراب الذي أعلنته 'الأمانة العامة للمدارس الأهلية المسيحية في البلاد'.

ما هي أسباب الإضراب؟

أسباب إعلان المدارس الإضراب هي أساسًا التقليص في الميزانيات رغم شحها، حيث تدعي الحكومة الإسرائيلية أنها تغطّي 70% من ميزانيات المدارس الأهلية، بينما وفقًا لإحصائيات الكنيست منذ العام 2011، فالنسبة الصحيحة التي يتم تحويلها هي 34% من مجمل الميزانيات، لكن النسبة وبعد التخفيضات الأخيرة بلغت بالفعل 29% فقط لا غير، ما يعني أن أهالي الطلاب، سيتكفلون بالفارق بين ما تحوله الدولة وبين ما تتطلبه المدرسة من رواتب للمعلمين وصيانة وتأمين وما إلى ذلك من أمور.

إضافةً إلى ذلك، لا تعترف وزارة التربية والتعليم بالإجازات المرضية للمعلمين في المدارس الابتدائية، حيث لا تُعوَض المدرسة بما تدفعه بدلًا عن إجازات مرضية جارية أثناء فترة عمل المعلم، ناهيكم أنها لا تعوض المعلم أيضًا بدل إجازاته المرضية غير المستغلة مع نهاية خدمته كما هو متبع في المدارس الرسمية.

برنامج أفق جديد، ما هو؟

يتيح برنامج أفق جديد، الذي أقرته وزارة التربية والتعليم في عهد الوزيرة يولي تمير، ساعات جديدة للمعلمين والطلاب، ما يعني زيادةً في المعاشات للمعلمين وفي النفقات المخصصة للمدارس، لتصبح نسبتها 140% بما كانت تتلقاه المدارس قبل مشاركتها في البرنامج، ما يعني خمسة أضعاف ميزانيات المدارس الأهلية بعد الاقتصاص الأخير من ميزانيتها.

تجدر الإشارة إلى وزارة التربية والتعليم ترفض رفضًا قاطعًا التطرق لإدراج المدارس الأهلية ضمن برنامج 'أفق جديد'، إضافةً إلى عدم إدخال هذه المدارس إلى نظام الاستكمالات والإرشاد الوزاري، مما يشكل عبئًا 'زائدًا' على أعباء المدارس الأهلية.

الخطوات التصعيديّة، ما هي؟

يعتبر الإضراب المفتوح تصعيدًا غير مسبوق في المدارس الأهلية، حيث لم تتبعه المدارس الأهلية من قبل، حتّى حين أضربت المدارس الرسمية في العام 2007، 55 يومًا، لم تشترك المدارس الأهلية فيه؛ أما عن الخطوات التصعيدية المقبلة التي قد تلجأ إليها المدارس الأهلية، هي إغلاق الكنائس بوجه السياح القادمين من خارج البلاد وتسريح المعلمين، إضافةً للنزول إلى مظاهرات 'إغلاق شوارع' في المدن الكبرى.

إغلاق الكنائس... ماذا يعني؟

إغلاق الكنائس، يقصد به أساسًا، إغلاقها أمام السياح الأجانب، القادمين من الخارج لأداء الحج في الأراضي المقدسة، ما يعني أن السياح سيقومون بإلغاء رحلاتهم للبلاد.

أهمية السياحة الدينية المسيحية في البلاد أنها تشكل مصدرًا أساسًا للعملات الصعبة، كالدولار واليورو، وتستحوذ على نسب عالية من الأهداف السياحية في البلاد، حيث يزور أغلب السياح الكنائس التاريخية في القدس والناصرة وطبريا؛ خطوة كهذه، إن تمت، فستُفقِد الدولة الكثير من الأموال المتوقعة.

إضافةً لذلك، ستشكل هذه الخطوة، منبرًا دعائيًا رفيع المستوى وواسع الانتشار، للتنبيه لنضال المدارس الأهلية ضد التقليص في الميزانيات.

تسريح المعلمين... كيف يكون تصعيدًا؟

قد يظن البعض أن تسريح المعلمين خطوة في طريق الاستجابة للضغط الذي تمارسه وزارة التربية والتعليم، لكنه في الواقع يشكّل ضربةً لوزارة الاقتصاد، حيث، مع صدور قرار تسريح المعلمين سيضطر المعلمون للتسجيل في مكتب العمل، كعاطلين عن العمل، ما يعني أن الدولة ستكون مجبرة على دفع مخصصات للمعلمين العاطلين عن العمل طيلة فترة الإضراب، بدل أن تدفعها المدارس، وذلك يعني أن الدولة ستتكلف بملايين الشواقل شهريًا، معاشات أكثر من 3 آلاف معلم مضرب عن التعليم حاليًا.