في ظل الزيارة التي يقوم بها القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، شمعون بيرس، إلى كازاخستان، أشارت التقارير الإعلامية إلى أن كازاخستان قد انضمت لخط أنابيب باكو تفليس جيهان، وهو مشروع لنقل خام قزوين إلى أسواق المتوسط مع تجنب المرور بروسيا.

ويهدف المشروع الذي يلقى دعما من واشنطن إلى خفض اعتماد الغرب على نفط الشرق الأوسط، كما يتجنب اختناقات الشحن بالمضيق التركي حيث تتعطل شحنات النفط في الشتاء لأسابيع.

وقال الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف بعد توقيع اتفاق مع نظيره الأذري الزائر إلهام علييف إن كازاخستان استطاعت تأمين بديل ثالث لبيع نفطها.

وتتوقع شركة BB البريطانية الشريك الرئيسي بمجموعة الشركات التي تدير خط الأنابيب، أن تبلغ طاقته مليون برميل يوميا بحلول عام 2008 يعتمد أغلبها على شحنات خام أذربيجان. ومن المتوقع أن يمثل 8% من حجم تجارة الخام العالمية.

وتعتبر كازاخستان منتجا كبيرا للنفط في قزوين. ومن المتوقع أن يرتفع إنتاجها إلى ثلاثة أمثاله تقريبا ليصل إلى 3.5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2015، مما يجعلها طرفا مهما بين كبار منتجي النفط في العالم.

لكن التحدي الرئيسي الذي يواجهها هو تأمين طرق يعتمد عليها لنقله إلى الأسواق الرئيسية. وكان ماضي كازاخستان السوفياتي وعدم إطلالها على أي منافذ مائية، جعلها تعتمد على روسيا في طرق التصدير مما دفع الحكومة للبحث عن بدائل.وفي هذا السياق تجدر إلإشارة إلى زيارة وزير البنى التحتية الإسرائيلية، بنيامين بن إليعيزر إلى أذربيجان قبل أسبوعين، صرح في أعقابها في معهد "النفط والطاقة، إن إسرائيل والولايات المتحدة تخططان لتعاون استراتيجي مع أذربيحان في ظل التهديد الإيراني.

وقال بن إليعيزر إن "أذربيجان دولة مسلمة فيها نسبة كبيرة من الشيعة، وهي محاذية لإيران. وموقع هذه الدولة الصغيرة مهم جداً بالنسبة لنا".

وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن أذربيجان تشكل في الأشهر الأخيرة مركزاً للتعاون الإقتصادي بالنسبة لإسرائيل، حيث تزود شركات الأسلحة الإسرائيلية الجيش الأذري بالسلاح في الأشهر الأخيرة، في حين تحاول وزارة البنى التحتية خلق تعاون مع أذربيجان في مجال النفط وربما الغاز الطبيعي أيضاً.

وتناولت زيارة بن إليعيزر إلى أذربيجان صفقات لاستيراد النفط والغاز الطبيعي من روسيا عن طريق أذربيجان، ومنها إلى إسرائيل عن طريق تركيا.

وفي المقابل صرحت مصادر حكومية بأن الزيارة مرتبطة بمحاولة استراتيجية من قبل حكومة إسرائيل والأجهزة الأمنية لتعزيز العلاقات مع الدولة القفقاسية.

وأضافت المصادر ذاتها أن أذربيجان دولة فقيرة تسعى للإستثمارات الغربية فيها من أجل التقدم، وهي في حالة مواجهة استراتيجية مع جارتها أرمينيا، وتحاول التخلص من "احتضان" جارتها العملاقة، روسيا، لها. ومن جهة إسرائيل والولايات المتحدة فإن لديهما مصالح أخرى في أذربيجان لكونها تقع على الحدود الإيرانية، على حد قول المصادر.

وزادت المصادر الحكومية، أن الولايات المتحدة استخدمت تركيا في الماضي كقاعدة لانطلاق عمليات في العراق، ولكن في حرب الخليج الأخيرة فإن تركيا لم تتعاون مع الأمريكيين.

وتشير التقديرات إلى أنه في حال وقوع عملية عسكرية أمريكية أو أمريكية إسرائيلية ضد إيران، فسوف تجد تركيا صعوبة في التعاون بسبب مصالحها السياسية المتشابكة.