كتب مراسل "يديعوت أحرونوت" في واشنطن، يتسحاك بن حورين، أن أسامة بن لادن كان يعرف أنه لا يستطيع هزم الولايات المتحدة في ساحة القتال، إلا أن خطته كانت تعتمد على استنزافها من الناحية الاقتصادية، وأنه كاد ينجح في هذه المهمة.
 
وأشار المراسل إلى أن بن لادن والمقاتلين العرب الذين انضموا في الثمانينيات إلى "المجاهدين" في أفغانستان استنزفوا الاتحاد السوفييتي في المعارك التي استمرت 10 سنوات، حيث "نزف الاتحاد السوفييتي وانهار بعد بضع سنوات".
 
ونقل المراسل عن خبراء غربيين قولهم إن تكاليف حروب الولايات المتحدة في أفغانستان بدءا من العام 2001 وفي العراق بدءا من العام 2003، والمصاريف الخاصة للاحتياجات الأمنية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كلفت الولايات المتحدة نحو 6 تريليون دولار، علما أن عجز الولايات المتحدة يصل إلى 14 تريليون دولار.
 
وفي مقابلة مع "واشنطن بوست"، قال المختص بشؤون تنظيم "القاعدة"، ديفيد غرينستين- روس، إن بن لادن لم يكن يعتقد أنه يستطيع هزم الولايات المتحدة عسكريا، ولكنه كان يعتقد أنه يستطيع إنهاكها اقتصاديا، ورغم أنه لم ينتصر إلا أنه تسبب بخسائر هائلة للولايات المتحدة.
 
وأضاف أن بن لادن "أجرى مقارنة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في عدة مناسبات. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2004 قال بن لادن إن المقاتلين العرب والمجاهدين الأفغان دمروا الاقتصاد الروسي، وإن القاعدة تكرر الأمر نفسه مع الولايات المتحدة". كما اقتبس الخبير الأمريكي عن بن لادن قوله "لقد جعلنا الاتحاد السوفييتي ينزف لمدة 10 سنوات حتى أعلن إفلاسه".
 
كما نقل عن جوزيف شتيغليتس، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد ومستشار الرئيس الأسبق بيل كلينتون، قوله إن الحرب على العراق كلفت الولايات المتحدة 3 تريليون دولار، وبحسبه فإن تكلفة الحرب على أفغانستان سوف تصل إلى 1-2 تريليون دولار، في حين أن المصاريف الدفاعية في داخل الولايات المتحدة نفسها في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر وصل إلى تريليون دولار، ولا تشمل التكاليف غير المباشرة الناجمة عن انهيار برجي التجارة العالمي وتباطؤ الاقتصاد والوقت الضائع في المطارات وارتفاع أسعار النفط ومصاريف ترميم نيويورك.