أعلن التلفزيون الجزائري، اليوم الأربعاء، إحباط محاولة تنفيذ عمل مسلّح داخل البلاد، بدعمّ إسرائيليّ وبتواطؤ أطراف داخلية. ولاحقا، قالت الشرطة الجزائرية في بيان، إنها "تمكنت من تفكيك نشاط جماعة إجرامية تنتمي لمنظمة ماك الإرهابية بولايات تيزي وزو والبويرة وبجلاية في منطقة القبائل".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفي نهاية آب/ أغسطس قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضدها، في قرار اعتبرت الرباط أنه "غير مبرر".

وفي 22 أيلول/ سبتمبر قرّرت الجزائر أن تغلق "فورا" مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، قد اتّهم المغرب في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بالضلوع في "مؤامرات" ضد بلاده.

واتّهم المغرب حينها، بالسعي إلى "استنزاف قدرات" الجزائر و"تعطيل مسار تطويرها، ومحاولة ضرب وحدة شعبها من خلال إشعال نار الفتنة والفرقة والتشتت بين صفوفه".

وذكر التلفزيون الجزائري أنّ "شبكة إرهابية انفصالية دبرتها (المؤامرة) بدعم من الكيان الصهيوني ودولة بشمال إفريقيا".

وأضاف التلفزيون في نبأ عاجل مقتضب، أن "أطراف المؤامرة كانت تخطط لتنفيذ عمل مسلَّح داخل التراب الوطني بتواطؤ أطراف داخلية انفصالية"، دون ذكر تفاصيل أخرى.

وذكرت الشرطة في بيانها، أنه جرى على إثر العملية توقيف 17 مشتبها "كانوا بصدد التحضير للقيام بعمليات مسلحة تستهدف المساس بأمن البلاد والوحدة الوطنية، وذلك بتواطؤ من أطراف داخلية تتبنى النزعة الانفصالية (في إشارة لمنظمة ماك)".

و"ماك" منظمة جزائرية ذات توجه انفصالي تأسست عام 2002، ويرأسها فرحات مهني، الموجود في فرنسا مع معظم قادتها، بحسب السلطات.

وتطالب تلك المنظمة بانفصال محافظات يقطنها أمازيغ شرقي الجزائر، وأعلنت في 2010 تشكيل حكومة مؤقتة لهذه المنطقة، فيما صنفتها الجزائر في أيار/ مايو الماضي كـ"منظمة إرهابية".

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت السلطات إصدار مذكرات توقيف دولية بحق "مهني"، كما طالب الرئيس، عبد المجيد تبون قبل أيام السلطات الفرنسية بتسليم مسؤول حركة "ماك".

ووفق بيان الشرطة الجزائرية، اليوم، فإن "الأدلة الرقمية واعترافات المشتبه بهم المتوصل إليها خلال التحقيق الابتدائي، كشفت أن أعضاء هذه الجماعة الإرهابية (ماك) كانت على تواصل دائم مع جهات أجنبية عبر الفضاء السيبرياني (الإنترنت)".

وأضاف البيان: "وتنشط تحت غطاء جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني متواجدة بالكيان الصهيوني ودولة من شمال إفريقيا" لم يسمها.

وأوضح البيان أن "عمليات تفتيش منازل المشتبه بهم، تمت تحت إشراف الجهات القضائية المختصة، ومكنت من حجز وثائق ومستندات دالة على اتصالات مستمرة مع مؤسسات الكيان الصهيوني وأسلحة وعتاد حربي ورايات ومناشير تحريضية خاصة بالمنظمة الإرهابية ماك".

والشهر الماضي، حذّر تقرير صحافي من مساع إسرائيلية محتملة لاستغلال الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين الجزائر والمغرب، لزيادة صادرتها من الغاز الطبيعي، في ظل تعقّد جزئيّة استمرار سلاسل إمدادات الغاز الجزائري نحو إسبانيا وأسواق رئيسة في أوروبا عبر الأراضي المغربية.

وفي وقت سابق اليوم، كشفت مصادر دبلوماسية جزائرية، أن المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، سيناقش غدا الخميس، ملف منح إسرائيل صفة عضو مراقب بالمنظمة القارية.

اقرأ/ي أيضًا | خلفيّات قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسيّة مع المغرب وتداعياته

اقرأ/ي أيضًا | هل تستفيد إسرائيل من الأزمة الجزائرية - المغربية؟

ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية عن مصاد لم تسمّها، تأكيدها أن "الملف المتعلق بمنح إسرائيل صفة مراقب بالمنظمة القارية، سيتم إدراجه في جدول أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي المزمع عقده يومي 14 و15 أكتوبر 2021، لمناقشته والبت فيه".