أعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، مساء اليوم الإثنين، تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين، المقرّر الإفراج عنهم، السبت المقبل، لعدم التزام الاحتلال ببنود الإغاثة، فيما قال مسؤول إسرائيليّ، فور إعلان كتائب القسام، إن "الاتفاق على وشك الانهيار، وحماس تلعب بالنار"؛ كما أعلن الجيش الإسرائيليّ، "رفع حالة الجاهزية، وتعليق إيجازات القوات في القيادة الجنوبية، والاستعداد لسيناريوهات مختلفة".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وبعد وقت وجيز من إعلان حماس، عمد الجيش الإسرائيلي إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار، إذ أطلق مسيّرات في سماء قطاع غزة، بحسب ما أفادت مصادر محلية، فيما أوضحت حركة حماس أن قرار تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين هو رسالة تحذيرية للاحتلال، بهدف الضغط عليه لتنفيذ التزاماته.

وأوردت وسائل الإعلام، نقلا عن مصدر في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، لم تسمّه، القول، إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو "عقد مشاورات مع قيادات الأجهزة الأمنية، بعد إعلان حماس، وقرر تقديم موعد انعقاد اجتماع الكابينيت، حتى صباح غد"، الثلاثاء؛ مشيرة إلى أن المشاورات، تُعقَد لدى نتنياهو، بمشاركة رئيس الأركان المستقيل هرتسي هليفي، والمقبِل إيال زامير.

ودعا نتنياهو المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، للانعقاد في تمام الساعة 11:00 صباح يوم غد، الثلاثاء، لبحث قرار حركة حماس بتعليق تسليم الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى؛ فيما أغلق متظاهرون إسرائيليون شارعا رئيسيا في تل أبيب، للمطالبة بإتمام كل مراحل اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "بناء على تقييم الوضع، تقرّر رفع حالة الجاهزية، وتعليق إيجازات القوات المقاتلة، والأنظمة العملياتية في القيادة الجنوبية العسكرية".

ووفق بيانه الذي صدر قبل انتصاف ليل الإثنين، فقد "تقرر دفع تعزيزات كبيرة للقوات في المهام الأمنية في المنطقة، حيث سيساهم هذا الإجراء في تعزيز الحالة الأمنية في المنطقة، واستعداد القوات لسيناريوهات مختلفة فيها".

وقال أبو عبيدة إن "قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدوّ، وعدم التزامه ببنود الاتفاق". وذكر أن "العدو قام بتأخير عودة النازحين لشمال قطاع غزة، واستهدفهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع".

"تعويض استحقاق المساعدات بأثر رجعيّ"

وشدّد على أن الاحتلال "منع إدخال المواد الإغاثية، بكافة أشكالها، بحسب ما اتُّفق عليه في حين نفذت المقاومة كل ما عليها". وأكد أبو عبيدة أنه "سيُؤَجَّل تسليم الأسرى الصهاينة، الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت، حتى إشعار آخر".

وذكر أبو عبيدة أنه "سيؤَجّل الإفراج عن الأسرى إلى حين التزام الاحتلال، وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية، وبأثر رجعي". وقال أبو عبيدة "نؤكد التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".

"رسالة تحذيرية للاحتلال بسبب خروقاته للاتفاق"

وشددت حركة حماس، في بيان منفصل، التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، موضحة أنها نفذت جميع التزاماتها بدقة وفي المواعيد المحددة، في حين لم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي وواصل خروقاته المستمرة للاتفاق.

وأوضحت الحركة في بيانها أن الاحتلال خرق الاتفاق بعدة أشكال، أبرزها:

  • تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
  • استهداف المدنيين بالقصف وإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
  • إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث.
  • منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لترميم المستشفيات وإنقاذ القطاع الصحي.

وأفادت حماس بأنها قدمت للوسطاء توثيقًا دقيقًا للخروقات الإسرائيلية، إلا أن الاحتلال واصل تجاوزاته ولم يلتزم بتعهداته.

وأوضحت الحركة أن قرار تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين هو رسالة تحذيرية للاحتلال، بهدف الضغط عليه لتنفيذ التزاماته دون انتقائية، وعدم تقديم البنود الأقل أهمية على حساب الضروريات الإنسانية.

وشددت حماس على أن إعلان التأجيل قبل خمسة أيام من موعد تسليم الأسرى يأتي لإعطاء الوسطاء فرصة كافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته، مع إبقاء الباب مفتوحًا لإتمام عملية التبادل في موعدها، في حال التزم الاحتلال بجميع بنود الاتفاق.

حماس للوسطاء: الضمانات الأميركية لم تعد قائمة

وأوردت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلا عن مصادر أمنية مصريّة، قولها، إن "الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يخشون من انهياره".

وأضافت المصادر ذاتها، أن "حماس أبلغت الوسطاء، أن إسرائيل ليست جادة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

وأكّدت أن الحركة "أبلغت الوسطاء، بأن الضمانات الأميركية لوقف إطلاق النار، لم تعد قائمة في ظلّ خطة ترامب".

التقديرات في إسرائيل: "الأزمة سيتم حلّها"

وقال مصدران إسرائيليان، ذكرت هيئة البثّ الإسرائيليّة العامّة ("كان 11")، أنهما شاركا في المفاوضات، إن "الأزمة الرئيسية" مع الحركة، تتعلق بقضية المساعدات الإنسانية؛ وأشار التقرير إلى أن التقديرات في إسرائيل، هو أن "الأزمة سيتم حلّها، حتى يوم السبت".

ولفتت "كان 11" إلى "غضب" لدى المسؤولين في الدول الوسيطة، "إزاء سلوك إسرائيل في تأجيل المفاوضات، بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق".

ونقلت عن مسؤولين، ذكرت أنهم مطّلعون على التفاصيل، بدون أن تسمّهم، أن حماس تحاول دفع إسرائيل إلى التصرّف بشكل مختلف.

وذكر التقرير أن إسرائيل "تفاجأت" ببيان حماس بشأن تأجيل إطلاق سراح الرهائن "حتى إشعار آخر"، مشيرا إلى أنه إذا رأت إسرائيل أن الأزمة لم تُحلّ، وأن "حماس لا تنوي إعادة الرهائن يوم السبت، فإن الردّ الإسرائيلي، ممكن، حتى قبل السبت".

الجيش الإسرائيلي يتأهّب "لأيّ سيناريو مُحتمَل"

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بعد وقت وجيز من إعلان القسام، إن "إعلان حماس التوقف عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، يعد خرقا كاملا لاتفاق وقف إطلاق النار، وصفقة إطلاق سراح الأسرى".

وأضاف في البيان الذي صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلي "أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيليّ، بالاستعداد بأقصى درجات التأهّب، لأيّ سيناريو محتمَل في غزة".

عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب الوسطاء بالتحرّك الفوريّ

في المقابل، أصدر مقرّ عائلات الأسرى الإسرائيليين، بيانًا دعا فيه الوسطاء الدوليين، إلى "التحرّك الفوريّ والفعّال، لضمان تنفيذ الصفقة، واستئناف الإفراج عن الأسرى".

وجاء في البيان "نطالب حكومة إسرائيل، بعدم اتخاذ خطوات تعرض تنفيذ الاتفاق للخطر، والعمل على إعادة 76 من أسرانا المحتجزين"، محذّرًا من أن "الأسرى ليس لديهم وقت، ويجب إخراجهم من هذا الجحيم على وجه السرعة".

كما توجهت العائلات رسميًا إلى الحكومة الإسرائيلية، والأجهزة الأمنية، مطالبة بالحصول على إيضاحات رسمية، بشأن الوضع الراهن ومصير الرهائن، وسط تصاعد المخاوف بشأن مستقبل الاتفاق.

بن غفير: يجب الرد على حماس بهجوم ناري هائل على غزة

بدوره، دعا رئيس حزب "عوتسما يهوديت" والوزير السابق إيتمار بن غفير إلى تصعيد عسكري واسع النطاق ضد قطاع غزة، ردًا على إعلان حركة حماس تعليق تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

وقال بن غفير إنه "يجب أن يكون هناك رد واحد على إعلان حماس: هجوم ناري هائل على غزة، جوًا وبرًا، مع وقف كامل للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الكهرباء والوقود والمياه".

وأضاف بن غفير أنه "يجب حتى قصف المساعدات التي دخلت القطاع، والتي أصبحت في يد حماس"، مشددًا على ضرورة العودة إلى الحرب الشاملة والقضاء التامّ على الحركة.

رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست: حماس ستدفع ثمن خرق الاتفاق

وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، إن حماس يجب أن تدرك أن لكل انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار عواقب، والثمن الذي ستدفعه سيكون مؤلمًا وثقيلًا.

وأضاف في تصريح "نريد جميع أسرانا في منازلهم. إذا لم تفهم حماس بالكلمات، فستفهم بالأفعال".

ويأتي إعلان الناطق باسم كتائب القسام، بعد وقت وجيز من إلقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خطاب في الكنيست، خلال جلسة التصويت على مقترحات حجب الثقة التي قدمتها أحزاب المعارضة، وشدد على أن "إسرائيل لم تكن أقوى مما هي عليه اليوم"، عادّا أن مقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، يمثل رؤية في ما يتعلق لـ"اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة.

وأكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأحد، أن تل أبيب تنفّذ اتفاقات وقف إطلاق النار، عن طريق إطلاق النار، وذلك بعد وقت قليل من وصوله البلاد، عائدا من واشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، الذي دعا إلى تهجير أهالي غزة من القطاع. كما شدّد على أن الحرب "لم تنته".

والسبت، سلّمت حركة حماس، ثلاثة رهائن إسرائيليين، شكّلوا الدفعة الخامسة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

ويتضمّن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 أسير فلسطيني.

كما نصّ الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في قطاع غزة في المرحلة الأولى، الممتدة على ستة أسابيع، وإدخال مساعدات إلى القطاع.

اقرأ/ي أيضًا | تقرير: وفد عسكريّ إسرائيليّ يبحث في القاهرة الترتيبات الأمنيّة المتعلقة بالحدود