اعتبر كتاب، صدر حديثا لطبيبة مصرية يبحث في التاريخ المصري القديم، أن إيمحوتب، الذي كان مستشارا للملك زوسر، هو عميد الأطباء في التاريخ لأنه سبق أبقراط الإغريقي بنحو ألفي عام، وأنه المعماري الأول لبنائه أول هرم في العالم.

وتقول مرفت عبد الناصر في كتابها "إيمحوتب الطبيب الذي بنى أول الأهرام" إن إيمحوتب هو أول من وضع المبادئ والقيم الأخلاقية للأطباء قبل "قسم أبقراط" بقرون. وكتبت أن إيمحوتب أوصى بمبادئ أخلاقية عدة منها "لا تسخر من الإنسان الذي به إعاقة، ولا تسخر من الذي فقد بصره، ولا تضحك من الرجل الذي عقله في يد الله" والأخير هو الرجل المريض نفسيا، على حد وصفها.

وترى الطبيبة المصرية أن إيمحوتب هو أبو الطب والأطباء في مصر القديمة، أما أبقراط فهو أبو الطب عند الإغريق الذين عرفوا قيمة إيمحوتب بعد أن غزوا مصر في القرن الرابع قبل الميلاد، حتى إنهم رفعوا مكانته لدرجة الإله حيث وصفوه بأنه ابن للإله "بتاح"، كما جعلوا إيمحوتب مرادفا لإله الطب الإغريقي.

أما اسم "إيمحوتب" في اللغة المصرية القديمة فيعني بحسب الكتاب "من يأتي في سلام". ويشير الكتاب أيضا إلى أن نقشا بجدار في معبد "إدفو" يطلق على إيمحوتب "مخفف آلام المصريين" وأنه "ذو الأصابع الذهبية"، وكذلك تصفه نقوش بمعابد حتشبسوت وإسنا وفيله -التي تقع في جنوب البلاد- بأنه "الذي يشفي المريض بمهاراته ويهب الصحة من جديد".

وتذهب الطبيبة المصرية في كتابها إلى أن إيمحوتب هو المعماري الاول إذ "بنى أول هرم في العالم قبل نحو 4650 عاما" وأدخل عناصر جديدة في فن العمارة باستخدام جذوع النخيل وحزم نبات البردي.

وتضيف أن إيمحوتب هو المؤسس الحقيقي للحضارة المصرية القديمة لأنه "تعامل لأول مرة في التاريخ مع الحجر فبنى أول أهراماته" هرم سقارة المدرج المنسوب إلى الملك زوسر، أبرز حكام الأسرة الفرعونية الثالثة.

ويكتسب هرم سقارة المدرج أهمية تاريخية خاصة لأنه يعد أول هرم كامل بناه المصري القديم من الحجر الجيري قبل نحو 4650 عاما.

ويذكر أن مؤلفة الكتاب مرفت عبد الناصر هي أستاذة للطب النفسي بجامعة كنغز كوليدج بلندن، ولها سلسلة كتب للأطفال في 40 جزءا عنوانها "موسوعة التاريخ المصري القديم" تتناول الفن والملوك والملكات وحياة الناس في مصر الفرعونية وكتب أخرى منها "لماذا فقد حورس عينه؟" و"إيزيس وأخواتها".