بمشاركة النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، والبروفيسور غاليا غولان من قيادة حركة "سلام الآن" وعضو الكنيست داني ياتوم من حزب العمل، عقدت في تل ابيب، الاربعاء، ندوة سياسية نظمتها حركة "سلام الآن" تحت عنوان: "مفاوضات مع سورية، فرصة ستُسغل أم ستُبذّر؟"، حضرها حشد من اعضاء الحركة وناشطيها.

وخلال مداخلته في الندوة أكد النائب جمال زحالقة بأنه لن تقوم قائمة لمعسكر السلام في اسرائيل ما لم يتبنّ مبادرة السلام العربية. وأضاف زحالقة: "رغم أنّ لنا بعض التحفظات على المبادرة، إلّا أنها تشكل فرصة تاريخية للتوصل إلى سلام عادل وشامل ومتوازن"، مشيراً إلى أن السياسة الاسرائيلية وصلت إلى باب موصود بعد إنهيار التوجه أحادي الجانب وفشل الحلول المرحلية وإخفاق سياسة الإملاءات وفشل سياسة القوة.

وقال زحالقة: "يخطئ من يظن أن حالة اللا سلم واللا حرب يمكن أن تعمر طويلاً، فهي غير مستقرة خصوصاً وان القيادة الاسرائيلية تغلق باب التفاوض والسلام وتبقي باب التصعيد والمواجهة مفتوحاً".
وتطرق زحالقة إلى زيارة وفد التجمع إلى سورية قائلاً أن القيادة السورية أكدت ان سورية لا تريد الحرب بل تريد السلام العادل، مضيفاً ان القيادة الاسرائيلية في المقابل ترفض التفاوض ولم تلغ خيار الحرب مما يجعل خطر الحرب قائماً.

في نهاية كلمته دعا زحالقة حركة "سلام الآن" وكل من يرد السلام إلى طرح بديل لسياسة الحكومة الاسرائيلية ليشكل مخرجاً من حالة العقم السياسي القائمة، مؤكداً أن تبني مبادرة السلام العربية والعمل من أجل التفاوض على أساسها يعطي الجمهور أملاً بأن السلام ممكن وأن إستمرار المواجهة ليس الخيار الوحيد كما تدعي الأبواق الاسرائيلية الرسمية.

وفي كلمته في الندوة قال عضو الكنيست داني يانوم بأنه رافق كل مسيرة المفاوضات السابقة مع سورية خلال التسعينات، وأنه يؤمن بأن هناك إمكانية واقعية للتوصل الى تسوية معها. وأشار ياتوم إلى أن اسحاق رابين وافق على الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، وأن كل القيادة الاسرائيلية تعرف بالضبط ما أسماه ثمن التسوية مع سورية سابقاً ورفض الحكومة الحالية التفاوض معها اليوم لا يعود إلى رفض الانسحاب من الجولان ولا حتى إلى الضغوط الاميركية الحالية بعدم التفاوض مع سورية، بل إلى خوف القيادة الاسرائيلية من مواجهة معارضة في الشارع الاسرائيلي.

ودعا ياتوم إلى شن حملة توعية وتثفيف لاقناع الرأي العام الاسرائيلي بأهمية وجدوى الاتفاق مع سورية.
من جهتها أكدت البروفيسور غاليا غولان أنّ التسوية مع سورية ممكنة وأنه يحب عدم الخضوع للموقف الاميركي الرافض لمفاوضات اسرائيلية – سورية.

وذكرت البروفيسور غولان أن منظمة "أصدقاء سلام الآن" في الولايات المتحدة تقوم بتحركات جدية للضغط على الادارة الاميركية للكف عن رفضها للمفاوضات.

وفي نهاية الندوة دار نقاش حي شارك فيه عدد من الحضور، وأكد معظمهم بأنه يجب الكف عن تجاهل مبادرة السلام العربية وإلى تشكيل معارضة لسياسة الرفض التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية.