صدر العدد الجديد من شهرية "الكتب وجهات نظر". كان الافتتاح بمقال مطول للمفكر طارق البشري تحت عنوان "وفاء قسطنطين بين الدولة والإدارة الكنسية". ويرى البشري أن الإدارة الكنسية أفسدت على نفسها وعلى ذويها حجة كانت دائماً تستحسن استخدامها متعلقة بحرية الأديان وحرية الاعتناق وأن الكنيسة حملت الدولة وحملت الجماعة الوطنية تبعة حادث ليست الدولة مسؤولة عنه وليست الجماعة الوطنية تنجرح به ولا تنخدش.

ويرى البشري أن طريقة تناول الإدارة الكنسية لمفهوم الوحدة الوطنية يفيد مصادرة هذا المفهوم للصالح الكنسي وحده، وهو في الحقيقة أوسع من ذلك وأشمل بعد أن صيرت الإدارة الكنسية نفسها واسطة بين الدولة وبين بعض مواطنيها، وهذا وضع غير قانوني وغير دستوري لما به من تمييز بين المواطنين على اساس طائفي.

ويختتم البشري مقاله بالقول إن الإدارة الكنسية التي تعمل في مثل هذه المسائل يعوزها حسن التقدير وحسن الفهم للأوضاع والظروف وهذا في ظني يحدث لأن الإدارة الكنسية عزلت نفسها فيما عزلت عن المدنيين من الأقباط الذين يندمجون في مجتـــــمعم ويحيون الحياة المشتركة مع مشاركيهم في الوطنية، حياة يوميــــة مستمرة ومنتظمة في الأعمال الفنية والثقافية وغيرها، ويكتسبون من ذلك حساً مشتركاً ووعياً مشـتركاً وثقافة مشتركة. ونحن اليوم لا نجد أمثال مرقص حنا ولا ويصا واصف ولا مكرم عبيد ولا إبراهيم فرج. إن انفراد الإدارة الكنسية بالأمور عزلها عن رجالها أنفسهم وعن خبراتهم وتوازناتهم .

أما المترجم أحمد محمود فقد قدم مقالاً لهرنري سيجمان، الرئيس السابق للمؤتمر اليهودي الأمريكي، تحت عنوان "لا تراهنوا على ديجول إسرائيلي.. الرجل الذي لا يتغير". والمقال حول مخطط شارون فك الارتباط من جانب واحد مع غزة.

أما الكاتب محمد السماك فقد قدم قراءة في موضوع الخطر الأقصى على المسجد الأقصى. ويطالب السماك بالعمل بجد وبمسؤولية أيضاً لردع التوحش الإسرائيلي في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وتهويد المدينة المقدسة والمطلوب العمل بجد وبمسؤولية لإنقاذ المسجد الأقصى من الخطر الذي يتعرض له.

كذلك كتب جمال بيومي عن مخاطر الكويز ورأى أنها تؤدي إلى ارتباط جانب هام ومتزايد من الاقتصاد المصري بأداء الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يمتلك مقومات تكنولوجية متطورة في القطاعات المطروحة في الوقت نفسه وفي المقابل يرى الكاتب أنّ الاستثمار المرتبط بالعرب هو الأفضل لأن الدول العربية هي أكبر سوق للعمالة المصرية وأكبر مصدر لتحويلاتها.

كذلك نشر العددد فضلاً عن كتاب "مشيناها خطى"- وهي السيرة الذاتية للدكتور رؤوف عباس، المنشور هذا الشهر ضمن سلسلة كتاب الهلال. يتناول الفصل المنشور الفساد الذي لحق بالجامعة إبان سنوات السبعينات. أما مينا بديع عبد الملك فقد قدم قراءة في كتاب "عالم الأقباط: الحياة اليومية عند الأقباط قديماً"، وهو كتاب صادر بالأمانية لكل من هيرمان هارود، هليموت شهاوزن، وأولريكا هوراك، وترجمه إلى العربية: هلجاديل، ناصر البرونوهي. ويتضمن الكتاب مخطوطات عثر عليها في مكتبة النمسا الوطنية التي تحوي عشرات الألاف من المخطوطات النادرة على الكثير من الكتب ومنها كتاب حياة الأقباط الذي عرضه الباحث.

أما الباحث فكري أندراوس فقدم مقالاً تحت عنوان "حين أصبحت الكنيسة مصرية" تناول فيه تاريخ الكنيسة منذ دخول المسيحية إلى مصر وعلاقة المسيحية بالديانات القديمة. كذلك كتاب هشام السلاموني "نجيب محفوظ الحائر بين الغائب والمتروك" وكتب الدكتور محمد عبد المطلب الأسطورة الشخصية نجيب محفوظ ، كذلك قدم الدكتور احمد مستجير "بيولوجيا الموسيقى.. خصلة من شعر بيتهوفن". كما قدم الدكتور محمد فؤاد الذاكري هموم التراث العربي وقدم وليد عبد الناصر "ثمانون عاماً بعد لينين" .

كما ترجم جمال اسماعيل مقالاً مطولاً لنيل أتشرسون عن ثلاثية إسحق دويتشر عن تروتسكي وهي النبي المسلح والنبي الأعزل والنبي المشرد، وذلك تحت عنوان "ثلاثية تروتسكي: مرثية انتصار في هزيمة". ويرى المؤلف أن دويتشر أراد أن يوحي في ثلاثيته بأن الأمل لايزال قائماً في شيوعية سـوفيتية قابلة للإصلاح، وكل ما يمكن أن يقال هو أنّ المناخ الخيالي لعودة مثل هذه الثورة إذا تحقق وتحققت معه الثورة البعيدة المنال فإن الجيل الصاعد من رجال ونساء الثورة سوف يستفيد بقراءة الثلاثية والأمل أن يقدر على ما لم نقدر عليه: فهم تروتسي ودويتشر معاً .

إلى جانب ذلك تضمن العدد الباب الثابت "إصدارات جديدة"، كذلك كتب الصفحة الأخيرة مدير التحرير أيمن الصياد، تحت عنوان "ما هكذا تورد الإبل".

يقع العدد الجديد من "وجهات نظر" في 82 صفحة من القطع الكبير، ويرئس تحريرها الكاتب والصحافي سلامة أحمد سلامة وتصدر عن مؤسسة "دار الشروق للنشر العربي والدولي".

(عن "القدس العربي")