صدر حديثًا عن "مركز بيسان للبحوث والإنماء الفلسطيني، العدد الرابع من سلسلة المرصد التنموي/ كانون أول 2011، ويتناول العدد ملفًا رئيسيًّا بعنوان: "تَسليــعُ التّعلــيمِ العـَـالِي في سوق محاصر"، بالإضافة إلى عدد من الملفات والدراسات الأخرى.

يتناول الملف بشكل أساسي مسألة التعليم في فلسطين لأهمية القضية في هذه المرحلة، وللظروف التي تمرّ بها مؤسسات التعليم العالي، نتيجة الأزمة المالية التي تعيشها الجامعات، بسبب عدم دفع الحكومة الفلسطينية مستحقاتها، وعدم التزام مجلس التعليم العالي بتحقيق مسؤولياته ودَوره، ليس فقط في إطار إيجاد طرق لحل الأزمة المالية، أو نقاش قيمة غلاء المعيشة سنويا، والتي أصبحت حقا للعاملين؛ بل لعدم نقاش وضع الجامعات المالي والإداري والأكاديمي، وفهم التحديات التي يواجهها هذا القطاع، وكيفية إيجاد أفضل السبل للتعامل معها.

تتعرضُ هذه الدراسة إلى سياسات التعليم العالي الفلسطيني في خطط التنمية الفلسطينية الحديثة؛ خطة التنمية الوطنية ما بين أعوام 2011 – 2013م، والخطة الخَمسية التطويرية الاستراتيجية 2008 – 2012م، والاستراتيجية القطاعية وعبر القطاعية للتعليم 2011 – 2013م بطريقة نقدية، وتُبيّن أنّ الرؤى المطروحة، والخطط المُراد تنفيذها، إضافةً إلى التوجهات النيوليبرالية المتضمَّنة في هذه السياسات، تنذر بتحويل التعليم العالي الفلسطيني إلى مجرد سلعة للتداول في السوق الرأسمالية، سواءً أكانت هذه السلعة معرفية أو بشرية.

الجامعة الفلسطينية مقاومةً للاستعمار

كما تتعرض الدراسة إلى خصوصية أو فرادة الحالة الفلسطينية، التي شكّلت فيها الجامعات في السابق، وضمن مسيرة تشكيلها ونشأتها، حالةً من المواجهة والمقاومة ضد الاستعمار، بحيث كان فضاء الجامعة الفلسطينية يَستمد وجوده من المجتمع، ويكمل الفضاء المجتمعي العام.. هذه الحالة، أو هذه الفرادة كما تقول الدراسة، أضحى من الواجب تعميمها وتعزيزها لدى باقي الشعوب المظلومة والمقهورة، بعد أن أمستْ مهددةً اليوم في التحول إلى حالة أخرى، تُعيد إنتاج الفقر، والظلم، والبطالة، وتضاعف من حالة الاستعمار.

فقد لعب التعليمُ العالي دورا مهما وحيويا في تمكين صمود الشعب الفلسطيني، وتقويته، وتعزيزه، وشكّل مكوّنًا أساسيًّا من مكونات المجتمع الفلسطيني، الذي عانى التشتت والضياع بفعل الاستعمار المباشر، وكما هو حال باقي القطاعات الحية الفلسطينية، فقد تعرّض التعليم العالي في فلسطين إلى العديد من الإجراءات والممارسات الاستعمارية التي هدفت إلى إضعافه، وإفراغ محتواه النقدي والإبداعي والمقاوم.

المحتويات

بالإضافة إلى عدة مواضيع أخرى يتناولها هذا العدد وهي:"الأكاديميا: رسملة المعرفة، و"تعاونية بيتا للتصنيع الغذائي.. نموذج تعاوني نسوي"، و"البذور المعدلة جينيا وأخطارها"، و"التقرير الصحفي: تجربة المؤسسات الدولية تثير تساؤلات متنوعة"، و"المساعدات الدولية من أجل تنمية بشرية مستدامة لدول العالم الثالث"، و"تقرير الجلسة الحوارية لنقاش الآفاق الاستشرافية لبناء الاقتصاد الفلسطيني"، وأخيرًا إصدارات المركز.

مركز بيسان: تأسس مركز بيسان للبحوث والإنماء عام 1989، وهو مؤسسة أهلية تقدمية ديمقراطية وغير هادفة للربح، تعمل من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ومن أجل المساهمة في بناء مجتمع مدني فلسطيني ديمقراطي فاعل ومؤثر.

يؤمن مركز بيسان بحسب القائمين عليه بقيم العدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والمساواة، والتعددية، وحقوق الانسان، واحترام الحريات الفردية والجماعية، ويدعو ويروج لكي تكون هذه القيم في صلب وأساس عملية التنمية التي تعتمد على المشاركة ومبادئ الحكم الرشيد.

نسخة الكترونيّة:

https://ar.bisan.org/content/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9