الموت يغيب الشاعر السوداني الفيتوري
غيب الموت، يوم أمس الجمعة، الشاعر السوداني محمد الفيتوري، في مستشفى الشيخ زايد في العاصمة المغربية الرباط، عن عمر يناهز 85 عاما.
اسمه الكامل محمد مفتاح رجب الفيتوري. وُلد في مدينة الجنينة، غرب ولاية دارفور في السودان عام 1930. نشأ في مدينة الإسكندرية، وتخرّج من كليّة العلوم في "الأزهر"، وكانت له محطات في عدة مدن عربية منها دمشق وبنغازي وطرابلس، وبيروت؛ حيث ارتبط اسمه بالمقاومة الفلسطينية.
عاش الفيتوري سنواته الأخيرة تحت وطأة المرض حيث تعرّض لجلطة دماغية أثرت على حركته وقدراته.
ولم تغب القارة السمراء وقضاياها وأسئلتها عن التجربة الشعرية لصاحب "أحزان إفريقيا" الذي اعتبر في مرحلة ما من الأصوات العربية البارزة لأفريقيا. وكان قد أطلق على مجموعاته الثلاث الأولى: "أغاني إفريقيا" و"عاشق من إفريقيا" و"اذكريني يا إفريقيا".
جمعت الفيتوري علاقة جيّدة ببعض القادة الأفريقيين، أبرزهم الديكتاتور الراحل معمّر قذّافي، الذي كتب له شعراً ومنحه الأخير جنسيّةً ليبية، بعد أن أسقطت الحكومة السودانية عنه جنسيتها في عام 1974.
وبعد سقوط نظام القذافي، سحبت السلطات الليبية الجديدة الجنسية منه؛ ليمضي وزوجته إلى المغرب ويقيم فيها. ومن المقرر أن يدفن، السبت، في "مقبرة الشهداء" في الرباط.
تُعدّ تجربة الفيتوري الشعريّة، بالنسبة إلى الإنتاج الشعري في السودان آنذاك، تجربةً مميّزة؛ إذ إنّه حاول الخروج عن النمط التقليدي، لينتقل إلى شعر التفعيلة ويعمل على تطويره برؤية ثورية المضامين. لكن تجربته وقفت عند حدود معينة ولم تتابع التطورات التي وصلها الشعر العربي.