كانت مسرحية غنائية، تحيي تراث بيروت الغنائي من ثلاثينات إلى سبعينات القرن الماضي، نقطة الجذب في مهرجانات بيت الدين الدولية.

وتوافد ألوف من محبي الموسيقى على موقع المهرجان ورقصوا طوال الليل على أنغام عقود مضت.

وسمي العرض "بار فاروق" على اسم حانة شهيرة، كانت مقامة فيما أصبح الآن واجهة بيروت البحرية، وأيام ازدهار الحانة، كان يرتادها كبار الفنانين والساسة.

وكان مخرج العرض، هشام جابر، قد قدم من قبل عرضا بعنوان "هشك بشك" يرصد الأغاني المصرية القديمة التي كانت تغنى في الحانات (الكباريهات).

وقال جابر "إشتغلنا بشكل إن يعني من ذاكرتنا نحن كجيلنا عم نحكي خمسة وثلاثينات يعني بين الثلاثينات والأربعينات إن الجيل يلي خلق وربي بالحرب كانت مْبَلْشِه وكفّى (أكمل) حياته وصل لهون جربنا كلنا كفريق إن نوصل، جيلنا كيف بشوف مرحلة بيروت ولبنان من الثلاثينات للسبعينات."

اقرأ أيضًا | بعد انقطاع لسنوات: الحنّاوي تعود للغناء في مهرجانات بعلبك

وحيّى العرض فنانين بارزين من ذلك العصر، مثل: صباح وفيروز فضلا عن فنانين أقل شهرة مثل وداد وطروب والمغني السوري فهد بلان.

وكان من بين فريق العرض الممثل زياد عيتاني.

وقال عيتاني "هلا هيدا العرض بثلاث عشر فنان بين موسيقي وممثل قدرنا نطلع هل الروح نبرزها للناس يشفوهم ويشوفها وخاصة الجيل الجديد كمان أو الجيل الجديد يتذكر هيدي الحقبة الرائعة من تاريخ بيروت يلي بيحكي عن هل مدينة كيف أساسا قامت على الفرح والغناء وعلى الرقص وهيدا يلي كنا قاصدينه وهيدا يلي حسيناه نحن وعم نغني على المسرح."

وقدم العرض على مدى ثلاث ليال متتالية انتهت ليل السبت، 22 أغسطس/آب الجاري.

واحتشد المسرح بالحضور مما جعل العرض من أنجح ما قدم في إطار مهرجانات بيت الدين الدولية السنوية هذا العام.

واستضاف المهرجان هذا العام أيضا المغني العراقي كاظم الساهر واللبناني مارسيل خليفة والمغني خوان دييجو فلوريز من بيرو.

وكان الشعور الغالب على الحضور هو الحنين للماضي.

وقال مازن مروى، أحد الحضور "عرض كتير ناجح وقوي وافتتاح كتير كان حلو، اليوم رجعنا كتير للماضي وذكرنا بالماضي الحلو أعاد النا أمل بالمستقبل القريب."

وأثناء العرض مثلت الأصوات بدء الحرب الأهلية في لبنان في أبريل عام 1975.

وقالت رولا شماع أنصاري "ذكرني من لم إتزوجت لا هلا، لما إتزوجت الأيام الحلوة للبنان عن جد بعدين زعلني شوي، ذكرني شوي بالحرب لم إتزوجنا وبلاش الحرب وانقهرت شغله إن حتى ولادي ما بيعرفوا ها الأغاني القديمة الحلوة الطرب القديم يعني لازم نرجع، بدب أقول لهم شكرا (بالانجليزية) ذكرونا فيه."

وكانت هناك فرصة أمام الحضور للمشاركة بالرقص فتحول قصر بيت الدين التاريخي الذي يقام فيه المهرجان بعد العرض إلى ما يشبه حانة (كباريه) قديم.

وأعد الموسيقى المعدون بشركة مترو المدينة منتجة العرض.

وقالت باميلا نعمة "العرض كان كتير كتير حلو الجو كان بعقد الموسيقى يعني الموسيقى الأغاني اللبنانية راجعونا إلها يعني الثلاثينات الاربعينات فكان كتير حلو حولوا بيت الدين لمهرجان كتير كبير."

ومازال عرض هشك بشك يقدم على مسرح مترو المدينة للعام الثالث على التوالي ليصبح واحدا من أطول العروض الغنائية في بيروت في السنوات الماضية.

وقوى نجاح عرض "بار فاروق" الاقبال مرة أخرى على "هشك بشك".