سألت حيوان سيرك/ بن يونس ماجن
أليست ذئاب البراري
أخوة في مأدبة النعاج؟
فأجابني:لم يبق لنا من القطيع التائه
سوى عنزة جرباء لم تذبح وتسلخ بعد
وقطط نائمة كانت في عز عنفوانها
ترفس الفئران المتخمة بثراء الوطن
وسألته وماذا عن ذلك الجلاد
الذي يزورنا في حلمنا
ليسرق منا ما تبقى من رماد سجائرنا
قال:
الم يكن مقطوع الراس واليدين
جاحظ العينين
ولسانه ملتحيا بدم بارد
حين اقتحم سرير رضيعكم ؟
قلت بلى
ثم سال سائل:
أين كنتم أثناء الذبح؟
قالوا:
كنا في انتظار الموكب الجنائزي للحاكم المخلوع
كنا نحرث السراب في حقول الحرية
فأغلقوا باب المطرفي وجوهنا
ورأينا جنودا صرعى على حافة الطريق
يجرفهم طوفان الغضب
وقلوب كسيرة تهيم في غياهب اليأس والأسى
وشاهدنا بأم أعيننا
جنرالات صدورهم مدججة بأوسمة
نالوها من قائد الهزائم الكبرى المتكررة
هل تعلم أن أعذب نوتة يسمعها السجين في منفاه
هي صرير باب الزنزانة
عندما تفتح وتغلق في وجهه
كانه عزف منفرد
لقائد اوكسترا يحتضر دون مقاومة
هل مكتوب علينا أن ننام عند حافة القبور
ومن يقود القطيع الوحشي الى الاسطبل
لتصويب ما أفسده ولاة الأمور؟
لندن