" الشهداء لن يعودوا هذا الأسبوع" / خالد عودة الله
"صباح الخير يا أحمد، لقد أطاح برشلونة بريال مدريد بنتيجة خمسة إلى واحد"
"صباح الخير يا سامي، أريد أن أخبرك بأن أخيك الدكتور سليم توصل في أبحثاه اللغويّة إلى أن كلمة ’’شيكل‘‘ خطأ لغوي شائع، وأن الأفصح هو استخدام كلمة ’’شاقل‘‘".
"صباح الخير يا سامر، الكرمل يشتعل من جديد منذ أسبوع".
"صباح الخير يا محمود، لعله ُيهمك أن تعلم بأنَ الطاهر وطار قد مات"
كانت لمياء وهي تنفض الغبار عن مكتبة أخيها محمود قد وجدت بضع سطور كتبها معلقا على رواية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" للطاهر وطّار:
"الشهداء لن يعودوا هذا الأسبوع، فهم منهمكون بمتابعة عملهم: يُداومون على الوقوف بالقرب من مداخل الأبنيّة مبتسمين وهم يسمعون صوت المتذمرين من طول الطابور وبطء الحارس الجديد في تفتيش الحقائب، يجلسون في المقاعد الأماميّة في الحافلات يَرقُبون توتر السائق عند صعود راكب ذي ملامح شرقيّة، يُواظِبون على حضور مؤتمرات "مكافحة الإرهاب"، ويصفقون في نهاية الكلمات وهم يَتغامزون لنتائج التحليل النفسي. الشهداء لن يعودا لأنهم لا يُحبون العاطلين عن العمل".