قد يتقرر مستقبل السويسري، جوزيف بلاتر، الرئيس المستقيل للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والفرنسي، ميشيل بلاتيني، المرشح بقوة لخلافته، أمام لجنة الأخلاق التابعة للفيفا التي يبدو بأنها تلقت علماً بتهمة "دفع غير مشروع" لمبلغ مليوني فرانك سويسري من الأول إلى الثاني.

ورفض المتحدث باسم لجنة الأخلاق أندرياس بانتيل عندما اتصلت به وكالة "فرانس برس" للاستيضاح حول المعلومات الصحافية التي أوردتها وسائل إعلام سويسرية وإنجليزية أشارت فيها إلى إمكانية إيقاف بلاتر وبلاتيني عن ممارسة مهامهما وقال "لن نقوم بأي تعليق وهذا يعني بأننا لا نؤكد ولا ننفي".

ولكنه أضاف "إذا كان هناك من شك مبدئي، فإن غرفة التحقيق التابعة للجنة الأخلاق في الفيفا ستفتح إجراء قضائياً رسمياً"، مشيراً إلى أن هذه القوانين تطبق على كل شخص في عالم كرة القدم مهما كان اسمه أو منصبه".

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا الشك هو في ما يتعلق بعملية دفع غير مشروع قام بها بلاتر لمصلحة بلاتيني والتي فتح فيها القضاء السويسري إجراء جزائياً بحق الأول يوم الجمعة الماضي واستمع فيه إلى الثاني بقضية تحويل مبلغ مليوني فرانك سويسري إلى بلاتيني لقاء أعمال قام بها الأخير لمصلحة فيفا بين كانون الثاني/يناير عام 1999 وحزيران/يونيو 2002". أغلب الظن بأن الأمر كذلك.

وإذا كان الملف وصل فعلاً إلى لجنة غرفة التحقيق التابعة للجنة التحقيق في الفيفا، هل تلجأ الأخيرة إلى معاقبة الاثنين علماً بأن القضاء السويسري لم يوجه التهمة ذاتها إلى بلاتر وبلاتيني؟، وذلك لأن القضاء السويسري فتح إجراء جزائياً بحق بلاتر إذ أصدر مكتب المدير العام السويسري بياناً جاء فيه "فتحت وزارة العدل في سويسرا الاتحادية إجراء جزائياً ضد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للاشتباه بإدارته غير الشرعية وسوء الائتمان".

وأعلن مكتب المدعي العام أن بلاتر مشتبه به في عملية "دفع غير مشروعة" بمبلغ مليوني فرانك سويسري إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني.

كما تشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع "عقداً (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا" مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيساً له". وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضاً "شك خلال تنفيذ الاتفاق بأن يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكاً بذلك واجباته الإدارية".

وفي المقابل، أوضح مكتب المدعي العام أن محققين "قاموا الجمعة بالاستماع إلى بلاتيني بصفته مستدعى لإعطاء معلومات".

وكان بلاتر الذي يرأس الفيفا منذ 1998، قد أعلن في 2 حزيران/يونيو بعد 4 أيام على إعادة انتخابه لولاية خامسة من 4 سنوات، أنه سيترك منصبه خلال مؤتمر الفيفا الذي حدد في 26 شباط/فبراير 2016 لانتخاب رئيس جديد.

ولا شك بأن إيقاف بلاتر سيدفعه إلى مغادرة الفيفا مباشرةً على أن يتولى رئاسة الاتحاد الدولي نائب الرئيس الأكبر سناً وهو الكاميروني عيسى حياتو (69 عاماً)، أما إيقاف بلاتيني فسيعني عدم قدرته على الاستمرار في ترشيحه لخلافة بلاتر.