بدأ الجيش الاسرائيلي مؤخرا في توزيع ملصقا خاصا على المستوطنين لالصاقه على زجاج سياراتهم للتعرف عليها عند الحواجز العسكرية وتفريقها عن سيارات العرب من مواطني اسرائيل.

وزعمت صحيفة هآرتس اليوم الاثنين ان هذا الاجراء جاء "في اعقاب تزايد الحالات التي تورط فيها عرب اسرائيليون في عمليات انتحارية" خلال الانتفاضة الحالية.

واضافت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي بحث في الفترة الاخيرة الماضية عن طريقة للتفريق بين سيارات المستوطنين وسيارات المواطنين العرب من اسرائيل حيث تحمل هذه السيارات لوحات ارقام صفراء اللون.

وبحسب الصحيفة الاسرائيلية فان وضع هذه الملصقات على سيارات المستوطنين هدفه تعرّف الجنود الاسرائيليين عند الحواجز على سيارات المستوطنين وعدم تأخيرهم في عمليات التفتيش.

واضافت ان سلطات الجيش الاسرائيلي "تأمل ان تساعد طريقة وضع الملصقات (على سيارات المستوطنين) في تجاوز مشكلة قضائية كانت ستثار بكل تأكيد لو حاولوا وضع علامة على سيارات عرب اسرائيليين على انها تلزم باجراء تفتيش".

وادعت هآرتس ان هذا الاجراء جاء على اثر التهدئة الحاصلة في المواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين في الاونة الاخيرة ما ادى الى عودة المواطنين العرب في اسرائيل الى زيارة اقاربهم في الضفة الغربية والى حركة تجارية في الضفة.

ولم تشر الصحيفة الى ان غالبية "المواطنين العرب الاسرائيليين" الذين يدخلون الى الضفة الغربية هم من سكان القدس الشرقية الذين يحملون بطاقة الهوية الاسرائيلية وتوضع على سياراتهم لوحة ارقام صفراء.

وركزت مصادر في الجيش الاسرائيلي على "ان عدد العرب الاسرائيليين الذين تورطوا في مساعدة منفذي عمليات انتحارية منذ بداية الانتفاضة (في نهاية العام 2000) وحتى شهر اب/اغسطس الماضي بلغ 111 مواطنا".

واوضحت هآرتس ان انتهاج الجيش الاسرائيلي اسلوب الملصقات هذا جاء في اعقاب شكاوى تقدم بها المستوطنون جراء انتظارهم في طوابير من السيارات على الجواجز العسكرية الاسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية.

وقالت الصحيفة ان هذا الاسلوب تم انتهاجه في الشهر الماضي من خلال توزيع ملصقات على جميع المستوطنين في مستوطنات منطقة قلقيليا وطولكرم.

ويثير هذا الاجراء ذكريات مؤلمة من احداث تاريخية وقعت في القرن الماضي كان ضحيتها اليهود في اوروبا لمجرد كونهم يهود. فقد اجبر اليهود على وضع علامة لتشير اليهم وليتمكن الجنود النازيون من التعرف عليهم والتنكيل بهم. ويعتبر توزيع الملصقات على المستوطنين اليهود في الاراضي المحتلة "اغلاق دائرة" في وضع الشارة على اليهودي كعلامة على تفضيله دون غيره، فيما كانت في الماضي دلالة على التمييز ضده!

كذلك يتوجب الاشارة هنا الى احداث كثيرة جرت في السنوات الاخيرة تتعلق باطلاق الجنود الاسرائيليين النار على سيارات مسروقة ويتم قتل سائقها. ويخشى انه في اعقاب تمييز سيارات اليهود ان تتزايد عمليات القتل هذه اذ ان الجنود لن يترددوا بعد اليوم من اطلاق النار باتجاه سيارة لا تحمل الملصق.
واصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل اليوم الاربعاء بيان حول هذه الخطوة التي اقدم عليها الاحتلال اعتبرتها المتابعة انها ليست الا "اجراء تصعيدي فاشي ومحاولة لاستنساخ عقلية وممارسات النازية وتحديثها".

واضاف بيان المتابعة "ان هذا الاجراء ، والذي يعتبر امتداد خطير لإجراءات وتشريعات اسرائيلية سابقة ، يجب ان يواجه بدون تردد او تلعثم ، وليس فقط من قبل الجماهير العربية وقياداتها ، إنما من قبل ما تبقى من قوى السلام والديمقراطية الحقيقية داخل المجتمع اليهودي الاسرائيلي ، لان هذا الامر قد يفضي الى ما هو أخطر من هذا التحريض المهووس ضد الجماهير العربية الفلسطينية في و طنها ، الى تقويض اركان ما تبقى من ديمقراطية وقانون وحقوق إنسان في اسرائيل.. كما ان الصمت ، خصوصا من قبل السياسيين والمسؤولين والمثقفين الاسرائيليين ، بمثابة نوع من المشاركة في مثل هذا الاجراء غير المبرَّر البتَّة. والمطلوب التمييز بشكل آخر بين المستوطن الذي لا شرعية لوجوده الاستيطاني وبين صاحب الارض والوطن ، التاريخ والمستقبل".

واضاف البيان "ان الخطورة تكمن في عقلية وسياسة المؤسسة السياسية والامنية الاسرائيلية ، والتي تؤكد مرة أُخرى انها لا تنحى ابداً نحو السلام ، كما انها ماثلة في وجود وتصرفات حثالات المستوطنين داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.. وعليه فإن إزالة أي "خطر أمني" يكمن بالاساس بإبادة عقلية الاستيطان والاحتلال والتوسع ، وبإزالة وجود المستوطنين من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية ، وبتحقيق سلام عادل يعتمد على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية".