"الوحدة الفلسطينية لمحاربة حماس"
في الشهر الماضي سافر وزير الداخلية الفلسطيني، عبد الرازق اليحيى، إلى الأردن، وزار معسكر تدريب «الكتيبة الخاصة الثانية»، التابعة لجهاز الأمن الوطني. واجتمع اليحيى مع الكتيبة المكونة من 620 عسكريا وضابطا من أجل إطلاعهم على مهماتهم. وقد أنهت وحدة النخبة، التي شكلت حسب خطة الولايات المتحدة، تدريباتها على يد مدربين أردنيين وبإشراف أمريكي.
وككل الذين حضروا، يشعر اليحيى أيضا أن القوة الجديدة تختلف عما هو مألوف في الأجهزة الأمنية الفلسطينية. فقد تم انتقاء جنود الكتيبة وفق معايير مشددة ومروا بتدريبات متنوعة، حتى في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يقدرون أن الحديث يدور عن كتيبة جدية. وحسب خطة السلطة، ستكون الكتيبة، التي ستنتشر في مطلع الصيف في الضفة الغربية، الأولى من بين خمس كتائب ستعمل على حفظ النظام العام في الضفة الغربية وتواجه حماس.
الامن الوطني هو الأكبر من بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وسيكون الأساس لجيش الدولة التي ستقوم. "ولاؤكم ليس لأي تنظيم أو حزب، بل للسلطة فحسب" قال اليحيى للجنود. لقد خاض حروبا ومعارك ليست قليلة مع إسرائيل ضمن جيش التحرير الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية وفي الجيش السوري أيضا- إلا أنه أوضح للجنود قائلا: "أنتم هنا ليس من أجل مواجهة الجانب الإسرائيلي، الذي قادنا الصراع معه حتى الآن إلى المعاناة وليس لنتائج إيجابية. يجب أن تثبتوا للإسرائيليين أنكم لديكم القدرة على العمل والنجاح".
وقال للجنود والضباط ومعظمهم في بداية سنوات العشرين إن هدف القوة الرئيسي هو مساعدة أبناء شعبها ومواجهة الجريمة والإرهاب. لقد اختار أن يتحدث بطريقة ضبابية، وبالرغم من أنه لم يتحدث بشكل واضح، إلا أنه واضح لكافة ذوي الشأن أن القوة تهدف إلى توفير الرد لحماس. وهم يعلقون الآمال ليس فقط على خطة التدريبات الأمريكية، بل بالأساس على المعنويات وروح القتال لهؤلاء الجنود "أفضل الشباب الفلسطينيين".
لقد تم إرسال الجنود إلى الأردن في مطلع يناير/ كانون الثاني، ويتلقون تدريبات متنوعة: استخدام السلاح، السيطرة على منازل، تنفيذ اعتقالات، مواجهة مظاهرات جماهيرية، اختطاف رهائن، ويتلقون دروسا حتى عن حقوق الإنسان والقيم العسكرية. وسينتقلون في مطلع يونيو حزيران إلى معسكر في أريحا لاستكمال التدريبات، وفي تموز/ يوليو يفترض أن يحصلوا على السلاح والمعدات، وفي بداية شهر أغسطس/ آب سيكونون مستعدين للعمل. ونشر مؤخرا أن إسرائيل وافقت على انتشار الكتيبة في جنين- إلا أنه لم يتأكد بعد إذا ما كانت تلك هي وجهتهم.
لقد مر اسم كل واحد من الجنود بفحص أمني مشدد من قبل السلطة التي فحصت إذا ما كانوا قد ارتكبوا مخالفات جنائية، ومن قبل الشاباك الإسرائيلي والأمريكيين والأردنيين. وشطبت إسرائيل 20 اسما فقط.
في السلطة الفلسطينية يطلقون على الكتيبة اسم "طفل دايتون"، وهي أولى نتاج عمل خطة المنسق الأمني الأمريكي كيت دايتون لترميم الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وهي الكتيبة ألأولى التي مرت تأهيلا أمريكيا. وتشمل خطة السلطة ودايتون تأهيل أربع كتائب بأعداد شبيهة. ويؤكدون في وزارة الداخلية الفلسطينية أن مجموعة أخرى ستتمكن في مطلع أغسطس/ آب من الخروج للأردن لنفس الهدف.
يرافق دايتون وطاقمه الكتيبة منذ إقامتها. وفي فبراير/ شباط عرضوا على إسرائيل المعدات التي سيتم نقلها للقوة الجديدة التابعة للأمن الفلسطيني. مركبات(مؤخرا فقط وافقت إسرائيل على تزويد الأجهزة الأمنية بـ 148 مركبة) وبزات عسكرية وأحذية ومعدات إسعافات أولية ألخ..
في الجانب الفلسطيني تفاجئوا من مدى استعداد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للمساعدة في نجاح القوة الجديدة، ربما بسبب الرغبة في تحاشي المشاحنات مع الراعي- الإدارة الأمريكية. مع ذلك لم توافق إسرائيل بعد على إرسال معدات أساسية كالسترات الواقية من الرصاص.
كما ويعكف طاقم دايتون على إقامة طاقم تخطيط استراتيجي في مكتب وزارة الداخلية الفلسطينية، ليكون المسؤول عن كافة الأجهزة الأمنية. إضافة إلى ذلك سيعمل الطاقم على تخطيط مشاريع بنى تحتية أمنية، كإعادة بناء القواعد العسكرية ومعسكرات التدريب للقوات الفلسطينية.
قد لا تغير الإصلاحات وجه قوات الأمن الفلسطينية بشكل فوري إلا أن الكتيبة الخاصة الثانية تعني للكثيرين في وزارة الداخلية الفلسطينية أنها بداية عهد جديد بما يتعلق بقدرات الأجهزة الأمنية على العمل في الضفة الغربية ومواجهة التهديدات التي تشكلها حركة حماس لسلطة السلطة.