((لقد هوى بحزب العمل إلى 13 مقعدا، ويرى إليه الآن كمن يبحث عن مصلحته الشخصية، وإلى الجحيم الحزب)).

جلس، ليلة أمس، ستة في مكتب إيهود براك في وزارة الأمن: براك نفسه، والوزراء فؤاد بن إليعزر وشالوم سمحون وبوجي هيرتسوغ ومتان فلنائي وأوريت نوكيد. جميعهم، باستثناء فلنائي، أقسموا بأمهاتهم قبل أيام معدودة أنهم لن يدخلوا إلى حكومة برئاسة نتنياهو. أجل أقسموا، لكنهم جلسوا ليلة أمس من أجل توزيع الحقائب (الوزارية).

لقد قال براك كما نذكر: "سنكون معارضة رسمية لكنها مقاتلة"، بينما أعلن فؤاد أنه لن يجلس مع ليبرمان، وقال سمحون إنه كان يجب على حزب العمل أن يرمّم نفسه على مدى شهور طويلة من مقاعد المعارضة فقط. أي انقلاب سياسي؟ أي خزي حزبي.

سيجلب براك وصحبه هذه الكرسيولوجيا إلى اجتماع المركز في الأسبوع الآتي. وستكون هذه معركة القرن على مستقبل حزب العمل وصورته. سيقول المؤيدون إنهم جاؤوا لتخليص بنيامين نتنياهو من أيدي اليمين وللتأثير من قريب على سياسة الحكومة. سيعلنون أنه "في النهاية يجب أن تدار الدولة". وسيعتبر المعارضون هذا الكلام كأنه شعار فارغ من أي مضمون. وسيدعون أنه لا قيامة للحزب في حكومة يمين ويجب أن يتوجه أخيرا إلى المعارضة وأن يبني نفسه من جديد.

حاليا تبدو القوى متوازنة. إذ يعتبر فؤاد وسمحون وعوفر عيني أصحاب تأثير في المركز، لكن يقف مقابلهم وللمرة الأولى عدة مناطق كبيرة – القرى التعاونية – الكيبوتسات، والعرب، والشباب الذين يقودهم أعضاء كنيست شعبيون، من بينهم الأمين العام إيتان كابل، أفيشاي برفرمان، أوفير بينيس وشيلي يحيموفيتش. يذكر أن برفرمان رفض المشاركة في جلسة الحزب أمس.

يخوض براك هذا الصراع وهو في ذروة ضعفه، وفي وضع من المحتمل أن يسبب ضررا للتصويت. فقد هوى بحزب العمل إلى 13 مقعدا، ولم يسر بخط مستقيم بل تذبذب، ويرى إليه كمن يبحث عن مصلحته الشخصية فقط، وإلى الجحيم الحزب. كما أنه يخاطر بأنه سيؤدي بحزب العمل إلى انقسام حقيقي. وفي يوم الثلاثاء سيطرح تاريخ الإنتخابات التمهيدية في العمل للتصويت، ما يعني محاولة صريحة لإطاحة القائد.

يحاول بنيامين نتنياهو أن يحصل على شرعية من اليسار واستبدال العمل بالإتحاد القومي. ليس مؤكدا أنه يعمل بهذا صفقة جيدة. وليس مؤكدا أن يكون جميع أعضاء الكنيست من حزب العمل مع الإئتلاف حتى لو أن براك انتصر. ربما سيبقى معه خمسة وزراء ونواب وزراء. الباقون سيظلون في الخارج، وسيسوّدون عيشة نتنياهو وبراك، كليهما.