تناولت الصحف الإسرائيلية اليوم (الخميس) وقائع قمة العقبة ونتائجها وخصصت لذلك العديد من صفحاتها التي عجبت بتفاصيل التفاصيل المملة.

وفي الصحيفة يكتب سيبر بلوتسكر، أحد كبار المعلقين:
"منذ عشر سنوات وإسرائيل تنتظر ظهور سادات فلسطيني.
ولفترة قصيرة مليئة بالأوهام كان يبدو ان عرفات سوف يقوم بهذا الدور. لكن عرفات خيب الآمال منذ اللحظة التي أخرج فيها قدمه من سيارة المارسيدس المدرعة، لتطأ تراب غزة..

أمس، في قمة العقبة، خطب أبو مازن رئيس الوزراء الفلسطيني. ولأول مرة تضمن خطابه نغمة أنور السادات المنشودوة. نعم، نغمة حقيقية من المصالحة التاريخية. وبلغة عربية بسيطة وواضحة، دون تملص، ودون صياغات ملتفة، ودون اللجوء الى مسرح الشارع، أعلن أبو مازن عن نهاية الحرب الفلسطينية ضد إسرائيل والمعروفة باسم "انتفاضة الأقصى"؛ الانتفاضة التي يملأ ضحايها الثلاثة آلاف مقابر الشعبين.
فأبو مازن لم يضع قناع العسكري الكبير ولا خطيب البليغ".

ثم يقول بلوتسكر عن أبو مازن وخطابه: "لقد قام بعمل نادر بين أوساط السياسيين العرب والفلسطينيين، فلقد أخذ المسؤولية على عاتقه واعترف بالذنب وتوقف عن لعب دور الضحية الأبدية".

ويضيف بولتسكر: "بدون تردد اعتبر أبو مازن "الارهاب" عدوا للجمهور الفلسطيني ومناقضا للتقاليد الفلسطينية. وهكذا قضى دون مواربة وبصراحة على الممايزة غير المحتملة والمشتركة للرأي العام العربي ولليسار الأوروبي بين "الارهاب البشع" و بين "المقاومة المسلحة والشرعية ضد الاحتلال".

ثم يقول بلوتسكر انه "من السابق لأوانه تتويج أبو مازن كسادات فلسطيني لكنه يسير على دربه".

أما عن شارون فيكتب بلوتسكر من خلال مقارنته مع مناحيم بيغين: "شارون لم يخضع لضغوطات بوش" ويضيف: "انه عازم على الذهاب نحو التسوية السياسية بشكل قد يفاجئ الجميع. فهو الوحيد من بين السياسين الإسرائيليين الذي يملك تجربة عملية في اخلاء مستوطنات مقابل السلام. وايضا أبو مازن في طريقه ليصبح سادات فلسطيني وسوف يفاجئ بذلك اذا لم تطله يد القتل قبل ذلك".


أما الصحافي ايتان هابر فيكتب في نفس المكان من الصحيفة هو الاخر عن قمة العقبة مستعيدا ذكرياته مع اسحاق رابين ويقول: "كان أمس في العقبة العديد من الناس الذين أرادوا التعلق بكل كلمة وبكل صورة وبكل لحظة كي يكونوا جزءا من هذا الموقف التاريخي".

كما يستغل هابر الفرصة لتصفية حساباته مع اليمين ومع قتلة رابين الذي كان عابر مقربا اليه وعمل ناطقا باسم ديوانه فيكتب: "وكان هناك العديدين، ليس في العقبة، الذين نظروا الى هذه المشاهد من الجنوب البعيد كأنها يوما أسود تبشر بقرب النهاية. وبناء على التجربة المتراكمة فانهم يملكون "وصولات" حمراء من الدم بالنسبة لمحاولات سابقة لاحلال السلام في البيت. وكل كلمة من الرئيس بوش أو شارون أو أبو مازن أو الملك عبد الله كانت تحرق قلوبهم وبيوتهم. فهم يعتبرون خراب بيتهم الخاص كخراب البيت القومي. ومآساة هؤلاء وللأسف هي مصدر فرحة للاخرين".

ثم يضيف قائلا ان الجميع عاد أمس من العقبة بسلام ولكن السؤال هو : "ماذا ستكون كلمات الأغنية التي ستكتبها الجيل القادم، أطفال صيف 2003 فلقد وعدتم بغصن الزيتون وحمامة السلام ووعدتم بتحقيق السلام في البيت".