اعتبر السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، عضو الكنيسن عن حزب "كولانو" مايكل أورن، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تراجع وتخلى عن تفاهمات إسرائيلية – أميركية تتعلق بعدم مفاجأة طرف الطرف الآخر، وذلك خلال خطابه في القاهرة، في العام 2009.

ونشر أورن مقالات في صحف أميركية، مؤخرا، بادعاء الترويج لكتابه الجديد حول فترة عمله كسفير في واشنطن، وشن من خلال هذه المقالات هجوما شديدا ضد أوباما، وكتب في إحداها بقصد سلبي أن أوباما متأثر بأبيه المسلم. وتأتي تهجمات أورن في وقت تسود فيه أزمة عميقة بين أوباما ورئيس حكومة إسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وفي محاولة لتفسير هجومه على أوباما، قال أورن لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في عددها الصادر اليوم الجمعة، إنه "لدى توليه منصبه تخلى أوباما عن التفاهمات التي كانت متبعة بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات الثمانين حول منع المفاجأة".

وأردف أنه "عندما يتعامل رؤساء أميركيون مع (قضايا) الشرق الأوسط، فإنهم يبلغون إسرائيل. يحولون إليها مسودات، ويبدون استعدادا لسماع ملاحظات وإن لم يوافقوا عليها دائما".

والتفاهمات التي قال أورن إن أوباما تخلى عنها تتعلق بربط الرئيس الأميركي بين تأسيس دولة إسرائيل والمحرقة، وأن هذا الربط الذي قام به أوباما خلال خطاب القاهرة فاجأه. "أذكر أني كنت أجلس مع مجموعة من ضباط الجيش في مقر وزارة الأمن (في تل أبيب) في العام 2009، أستمع إلى خطاب أوباما في القاهرة وأمسكت رأسي. متفاجئ مثل الجميع. وحقيقة أن أوباما ربط في ذلك الخطاب بين شرعية إسرائيل والمحرقة كان تبنيا للرواية العربية: نحن هنا بسبب المحرقة، وليس بسبب الجذور اليهودية والتاريخية التي تمتد إلى 3000 عام".

وتابع أورن، المتخصص في التاريخ الأميركي، أن "هذا تغيير دراماتيكي، ونحن في إسرائيل لا علم لنا به. لم يطلعنا أحد على ذلك. وفقط في العام 2011 عاد أوباما إلى التحدث عن الجذور اليهودية في سياق دولة إسرائيل. عندها فقط عرف بخطأه".

واعتبر أورن أنه لم يستحدث شيئا جديدا عندما كتب أن أوباما متأثر بأبيه، وأن الرئيس الأميركي كتب ذلك في كتابه "أحلام من أبي". لكن أورن ادعى أن تأثر أوباما بأبيه له علاقة بسياسته كرئيس. "خطاب القاهرة كان أطول بمرتين من خطاب تنصيبه. وهذا يدل على الأهمية التي أولاها للعالم الإسلامي. وأنا كمؤرخ أستخدم الأدوات التي بحوزتي. لقد ألقى ثلاثة زعماء خطابات موجهة إلى العالم الإسلامي. الأول كان نابليون في العام 1798، الثاني ويلهلم الثاني عندما زار الإمبراطورية العثمانية، والثالث هو الرئيس الأميركي أوباما في 2009 في القاهرة".

وأضاف أنه "لا يمكن عدم ربط ذلك بأفكاره. وأوباما لا يسمي منفذي الاعتداءات بأنهم ’إسلام متطرف’. وبالنسبة له هم خارج العالم الإسلامي، أعداء آخرون. وهكذا أيضا بالنسبة لداعش والقاعدة. لن تجد هذا المصطلح لديه".

وأشار أورن إلى توقيت صدور كتابه، وقال إنه "أصريت على إصداره قبل توقيع الاتفاق مع الإيرانيين من أجل إثارة نقاش إضافي في الولايات المتحدة".