كتبت صحيفة "غارديان" البريطانية اليوم، الأربعاء، أن قوات الأمن البريطانية تسارع في الإعداد لإمكانية القيام بعملية عسكرية ضد إيران، وذلك بذريعة المخاوف من البرنامج النووي الإيراني.
 
وجاء أن وزارة الدفاع البريطانية تعتقد أن الولايات المتحدة من الممكن أن تقرر التقدم في خطتها شن هجوم صاروخي على المنشآت النووية الأساسية في إيران، في حين يقول كبار المسؤولين البريطانيين إنه في حال قررت الولايات المتحدة شن الهجوم، فإنها ستطلب وستحصل على المساعدة العسكرية البريطانية في كل مهمة، بالرغم من معارضة الفكرة من قبل الإدارة البريطانية.
 
كما جاء أن الجيش البريطاني يدرس كيف يمكن بالشكل الأفضل نشر سفن وغواصات الأسطول البريطاني المسلحة بصواريخ توماهوك، في الشهور القريبة، وذلك في إطار هجوم يفترض أن يكون من البحر والجو.
 
ونقلت الصحيفة عن كبار المسؤولين البريطانيين قولهم إنه "بعد نجاح الثورة في ليبيا، فإن إيران تصبح مرة أخرى مركز الاهتمام الدبلوماسي".
 
كما نقلت عن مصادر بريطانية قولها إنه لا يوجد لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما رغبة بمغامرة عسكرية جديدة قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، ولكنهم حذروا من أن الاعتبارات قد تتغير، وذلك في ظل المخاوف المتصاعدة التي تثيرها المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها في الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني والموقف القتالي لطهران. بحسب المصادر.
 
وقال مسؤول بريطاني إن النظام الإيراني أبدى صمودا مفاجئا أمام العقوبات الدولية، وأن المحاولات الذكية من الغرب لتخريب البرنامج النووي الإيراني حققت نجاحات أقل مما كان يعتقد في البداية.
 
وبحسبه فإن إيران "تبدو هجومية بصورة جديدة، ولا نعرف لماذا". واشار إلى ثلاث خطط اغتيال في دول أخرى في الفترة الأخيرة، والتي تدعي الأجهزة الاستخبارية أنها تمت بالتنسيق مع جهات في طهران. ويضيف أن الأجهزة الاستخبارية تعتقد أن إيران استعادت القدرات التي فقدتها في أعقاب هجمات "السايبر/ الحرب الألكترونية" التي واجهتها في العام الماضي.
 
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني، وصف بأنه مطلع على استعدادات الجيش، قوله إن هناك إمكانية أن تقوم إيران خلال الشهور الاثني عشر القادمة بإخفاء كافة المواد التي تحتاجها للاستمرار ببرنامجها النووي السري في داخل خنادق محصنة، وعليه فإن مثل هذه الحقيقة تلزم بريطانيا بنقل خططها إلى المرحلة التالية.
 
وبحسب المصدر نفسه فإنه بعد الشهور الاثني عشر القادمة لا يمكن معرفة ما إذا كانت الصواريخ ستصيب أهدافها. وأضاف أن شباك الفرص قد أغلق، وعلى بريطانيا أن تبدأ بالاستعداد للتقدم.
 
وتابع أن "الولايات المتحدة تستيطع أن تقوم بذلك لوحدها، ولكنها لن تفعل، وعلينا أن نعد أنفسنا للمساهمة أينما أمكن ذلك. كنا نعتقد أنه يمكن الانتظار إلى ما بعد الانتخابات في الولايات المتحدة في العام القادم، ولكننا الآن لسنا واثقين فعلا، وعلى الرئيس أوباما أن يتخذ قرارا مهما في الشهور القريبة، لأنه لن يرغب بالقيام بعمل قبل الانتخابات بوقت قصير".
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر آخر قوله إنه لا يوجد أي تسارع من جانب الولايات المتحدة باتجاه عمل عسكري، ولكن ذلك قد يتغير، وأن الربيع القادم قد يكون موعد اتخاذ القرار.