كتبت مجلة "تايمز" أن ضابطا إسرائيليا كبيرا قال في جلسة للمجلس الوزاري السياسي – الأمني الإسرائيلي إن إسرائيل غير قادرة على توجيه ضربة جدية للبرنامج النووي الإيراني.
 
ونقلت المجلة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الضابط المشار إليه أبلغ الوزراء أن الجيش ليس لديه القدرة على توجيه ضربة جدية للبرنامج النووي الإيراني، وإنه إذا تلقى الأوامر سينفذها رغم عدم القدرة على توجيه ضربة جدية.
 
وبحسب المصدر الأمني فإن الفرضية الإسرائيلية تقوم على أساس أن الهجوم على إيران يكون جديرا فقط في حال أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بمدة سنتين على الأقل. ولكن نظرا للمسافات الكبيرة بين المنشآت النووية، وقدرات سلاح الجو الإسرائيلي المحدودة، فإن الهجوم من الممكن أن يؤخر البرنامج النووي لشهور معدودة فقط، لا تزيد عن عام على الأكثر.
 
وقال المصدر الأمني إن هذه التقديرات تستند إلى "اللجنة للطاقة الذرية" التي طلب منها وضع تقديرات بشأن الأضرار التي يمكن يوقعها الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
 
وعلى صلة، نشرت "غارديان" البريطانية تقريرا لم ينشر بعد بشكل رسمي أعده ما يسمى بـ"المعهد للعلوم والأمن القومي" في الولايات المتحدة جاء فيه أنه لن يحصل في العام الحالي أي تقدم في جهود إيران لإنتاج قنبلة نووية.
 
وبحسب التقرير فإن إيران لا تزال غير قادرة على تخصيب اليورانيوم بالدرجة المطلوبة لإنتاج القنبلة، علاوة على أن العقوبات الدولية وإمكانية شن هجوم إسرائيلي تردعان إيران عن ذلك.
 
وجاء في التقرير إنه "من غير المعقول أن تقرر إيران التقدم إلى الأمام في برنامجها النووي في حين أن قدراتها على تخصيب اليورانيوم لا تزال محدودة". ويشير التقرير أيضا إلى أن إيران لم تتخذ قرارها بعد بإنتاج قنبلة نووية.
 
وفي السياق ذاته نشرت "نيويورك تايمز" مقالا موسعا للصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان، تناول فيه مسألة الهجوم الإسرائيلي على إيران. وبحسبه فإنه لم يتخذ أي قرار بشن هجوم على إيران، وأن وزير الأمن إيهود باراك عرض على الصحفي ثلاثة أسئلة يجب أن يكون الجواب عليها إيجابيا قبل إصدار القرار بشن الهجوم.
 
ويشير المقال إلى أن الأسئلة الثلاثة هي "هل إسرائيل قادرة على إيقاع ضرر كبير للمنشآت النووية الإيرانية بما يؤدي إلى تأخير البرنامج النووي بشك لجدي ويكون الجيش الإسرائيلي والمواطنون قادرين على امتصاص هجوم مضاد لا بد منه".
 
أما السؤال الثاني فهو "هل يوجد دعم دولي لشن الهجوم، وخاصة من قبل الولايات المتحدة". ويتصل السؤال الثالث بشأن استنفاذ كافة الإمكانيات لوقف البرنامج النووي بحيث لا يتبقى من خيارات سوى الهجوم العسكري.
 
وعلى صلة، وفي محاضرته، يوم أمس الخميس، في ما يسمى بـ"المعهدة لدراسات الأمن القومي" في تل أبيب، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي إنه على إسرائيل أن تستعد لإمكانية الحرب مع إيران.
 
وقال أشكنازي إنه على إسرائيل أن تعتمد على نفسها لأنه عندما تحين اللحظة لا يعرف ما إذا كانت ستكون لوحدها أم لا.
 
وأضاف أن الإستراتيجية الصحيحة بشأن إيران هي "دمج ما يمكن فعله بشكل سري (" تحت الرادار" على حد تعبيره) إلى جانب العقوبات التي تشل قدرات إيران، ولكن يجب الحفاظ في الوقت نفسه على خيار عسكري موثوق به على الطاولة مع جاهزية لاستخدامه إذا اقتضت الضرورة".