يتوفى الكثير من الأشخاص الذين بلا مأوى ومدمني المخدرات إثر جرعات زائدة من المواد الأفيونية، وهي ظاهرة آخذة في الارتفاع في كندا منذ بدء أزمة تفشي وباء كوفيد-19.

وأوضح مدمنو مخدرات وعاملون في مجال التوعية إن هناك عوامل عدة ساهمت في زيادة تعاطي جرعات زائدة خلال أزمة الوباء: العزلة خلال فترة الإغلاق وانخفاض الوصول إلى خدمات مكافحة الإدمان مثل المواقع التي توفر الحقن الآمنة وتحويل موارد الرعاية الصحية من المدمنين إلى معالجة الأمراض المرتبطة بكوفيد-19.

وقدمت حكومة جاستن ترودو إعانات طوارئ شهرية بقيمة ألفي دولار كندي (1500 دولار أميركي) لمساعدة الكنديين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب الوباء بعدما أصدرت أوامر بإغلاق الشركات بهدف إبطاء تفشي الفيروس.

وقامت الحكومة بتبسيط عملية تقديم الطلب بغية تسليم المدفوعات إلى الكنديين المحتاجين بسرعة. وكان يطلب من المتقدمين الإجابة على بعض الأسئلة فقط وتأكيد صحتها.

وتابع لابلانت أنه "مع وجود ألفي دولار في جيبهم، بدأ الناس في القيام بأعمال شاذة" مضيفا "حصلوا على أموال سريعة وقد تسببت في وفاتهم".

ويقدر مكتب الطبيب الشرعي في أونتاريو أن الجرعات الزائدة القاتلة ارتفعت بنسبة 25% في الأشهر الثلاثة الماضية.

وفي بريتيش كولومبيا، ازدادت الوفيات بنسبة 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت رئيسة الصحة العامة في كندا تيريزا تام الشهر الماضي إنه "هناك ولايات أخرى في أنحاء البلاد تبلّغ عن اتجاهات مماثلة".

وأشارت إلى أن الوفيات تحصل "بسبب تعاطي خلطات غير معروفة أو غير عادية من المواد السامة غير المشروعة" في مدن عدة بما في ذلك تورنتو وكالغاري.

وأعلنت بوني هنري كبيرة مسؤولي الصحة العامة في بريتيش كولومبيا خلال مؤتمر صحافي عقدته أخيرا عن 170 وفاة بجرعات زائدة في أيار/ مايو، أي أكثر من عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في المقاطعة.

وأضافت أن "كوفيد-19 ليس الأزمة الصحية الوحيدة التي نواجهها".

خفضت ثلاثة مواقع حقن آمنة في أحد أحياء أوتاوا عدد المساحات المتاحة لمتعاطي المخدرات إلى النصف تماشيا مع قواعد التباعد الاجتماعي. ونتيجة لذلك، كان بعض الناس يتعاطون المخدرات بجرعة زائدة في الشوارع.

ولاحظ صحافي في وكالة "فرانس برس" مسعفين يستجيبون للعديد من حالات الجرعات الزائدة مباشرة خارج موقع الحقن الآمن.

وقال لابلانت إنه كان بمفرده في موقف سيارات فارغ عندما أخذ جرعة المخدرات ليل يوم الاثنين الماضي.

وأوضح أنه كان يريد تخفيف الألم في ركبته الذي تفاقم بسبب السير بأحذية سيئة النوعية فيما كان يحمل كل ممتلكاته في حقيبة ظهر كبيرة.

وتابع أنها كانت "كمية من المخدرات" أقوى مما كان معتادا عليه. ولحسن حظه، رآه أحد المارة ملقى على الأرض وأخطر المسعفين.

وقالت آن ماري هوبكنز من "أوتاوا إنر سيتي هيلث" إن بعض زبائنها استخدموا المدفوعات الحكومية لاستئجار غرف فنادق وتوفوا بسبب جرعات زائدة وحدهم، مضيفة "كنا نتعامل مع أزمة المواد الأفيونية وكنا نحرز تقدما. ثم ضرب الوباء وجعل الأمور أسوأ".

وقد أظهرت دراسة نشرتها جامعة بريتيش كولومبيا يوم الخميس الماضي أن عددا كبيرا من الكنديين الذين يعانون من مشكلات في الصحة العقلية شهدوا انخفاضا في رفاههم العاطفي والنفسي والاجتماعي خلال الوباء. وانتهى الأمر بالكثير منهم مشردين ومدمني مواد أفيونية.

وأشارت الباحثة إميلي جينكينز في بيان إلى أن "الأشخاص الذين كانوا يعانون من مشكلات في الصحة العقلية والتهميش... يبدو أنهم الأكثر تضررا".

اقرأ/ي أيضًا | تجربة على الخنازير: جرعتان من لقاح أسترازينيكا تثبتان فاعليتهما ضد كورونا