أشارت دراسة إلى وجود علاقة بين التعرض لتلوث الجو في منطقة خليج حيفا في سن صغيرة وبين تزايد مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض السرطان. وتطرقت الدراسة، التي أجريت بمبادرة وزارتي حماية البيئة والصحة، إلى السنوات 1967 – 2012، التي سبقت خفض مستوى التلوث في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتبين من الدراسة أن الشبان في سن 16 – 20 عاما الذين سكنوا مدينة حيفا في تلك السنوات كانوا معرضين لخطر مرتفع أكثر بالإصابة بالسرطان قياسا بباقي السكان، وبنسبة تتراوح بين 6% و17%. وأنواع السرطان الأكثر انتشارا المرتبطة بتلوث الجو: سرطان الثدي، سرطان الجهاز العصبي، سرطان الرأس والعنق، سرطان الدم، سرطان الجلد وسرطان الغدة الدرقية.

ولم تجد الدراسة علاقة بين التعرض لتلويث الجو وبين الإصابة بسرطان الرئة، علما أن هذا النوع مرتبط بالتلوث البيئي. وفسر الباحثون ذلك بأنه سرطان الرئة هو مرض يتطور في سن أكبر.

وتوصلت الدراسة إلى انتشار الإصابة بالربو والحساسية بشكل أكبر من سكان يقطنون في مناطق أخرى. لكن لم يتم الربط بين هذين المرضين وبين التعرض لتلوث الجو في خليج حيفا.

وجرى تقدير التعرض لتلوث الجو الصناعي في خليج حيفا بواسطة نموذج تم تطويره في هذه الدراسة، استنادا إلى تركيز ثاني أكسيد الكربون الذي جرى قياسه في السنوات 2002 – 2004. وينتج ثاني أكسيد الكربون عن حرق وقود، الذي استخدم في تلك الفترة في محطة توليد الكهرباء والمصانع في خليج حيفا.

واستخدمت الدراسة معطيات جمعها سلاح الطب في الجيش الإسرائيلي، الذي قيّم الحالة الصحية لشبان في سن 16 – 20 عاما تمهيدا لتجنيدهم للجيش، وبلغ عددهم 2,187,317 شابا، 59% منهم رجال. وبدأت متابعة حالتهم منذ إجراء فحوصات لهم، وانتهت المتابعة بعد تشخيص إصابتهم بالسرطان أو بعد الوفاة أو بعد تجاوزهم سن 20 عاما.

وتراجع مستوى التلوث في خليج حيفا، في السنوات 2015 – 2020، وأحد أسباب ذلك خفض انبعاث أكاسيد الكبريت في أعقاب الانتقال إلى استخدام الغاز الطبيعي.

اقرأ/ي أيضًا | التلوث في خليج حيفا: دعوى تمثيلية باسم 3 آلاف مريض

ووفقا لوزارة حماية البيئة، فإن الدراسة تؤكد بشكل علمي ضرورة نقل صناعة البتروكياويات من خليج حيفا وإبعادها عن التجمعات السكانية.

ولا تزال هناك منطقة في خليج حيفا، حاليا، تضم مصافي تكرير النفط ومصانع بتروكيماوية ومحطة توليد كهرباء ومصانع كثيرة، ولذلك توجد في هذه المنطقة مستوى تلوث مرتفع بمواد عضوية متناثرة وتتسرب في الهواء.