الصرع هو عبارة عن خلل في نقل الإشارة الكهربائية في داخل الدماغ، على الرغم من أن أغلبية الناس تعتقد أن الصرع يسبب دائما نوبات حركات لا إرادية وفقدان للوعي لكن في الحقيقة مرض الصرع يظهر بصور مختلفة ومتنوعة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

إنَ غالبية الحالات التي تظهر فيها علامات نوبة الصرع المعروفة تكون ضمنية تثير تصرفات شاذة وأحاسيسا غريبة، والعديد من مرضى الصرع ينظرون إلى السماء لمدة ما عندما تصيبهم النوبة بينما يعاني مرضى آخرون من تشنجات حادة واختلاجات.

إن نسبة قليلة من الأطفال الذين يعانون من الحمى قد يعانون من نوبة صرع لكن لمرة واحدة، أما في حال تعرض الطفل لنوبتين صرعيتين فإن احتمال الإصابة بنوبة صرعية ثالثة مرتفع، حيث أنه لتشخيص مرض الصرع يجب أن يتعرض الشخص لنوبتين من الصرع على الأقل.

يظهر مرض الصرع بشكل خاص عند الأطفال أو عند البالغين فوق سن 65 سنة، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يظهر الصرع في أي عمر.

معالجة الصرع بطريقة صحيحة ومناسبة يمكن أن يجنب نوبات الصرع للمريض أو يقلل حدوثها أو يقلل حدتها، كما أن عددا كبيرا من الأطفال الذين يعانون من نوبات صرع يشفون منها في مرحلة البلوغ.

أعراض الصرع

مرض الصرع يتوّلد من جراء عدم انتظام عمل خلايا الدماغ، لذا فإن نوبات الصرع تسبب ضررا لعمل الجسم، حيث أن نوبة الصرع تسبب بلبلة وفقدان للوعي وتحديقا في الفضاء وحركات لا إرادية في اليدين والرجلين.

هناك أنواع عديدة لنوبات الصرع، في أغلب الحالات إذا تعرض شخص ما لنوبة صرعية بصورة متكررة فإنه يميل إلى تطوير الأعراض والعلامات في كل نوبة، إلى حين تصبح العلامات الأعراض المصاحبة للنوبة متماثلة مع النوبة الأخرى، لكن يوجد مرضى آخرين يشكون من أعراض وعلامات مختلفة عن النوبة السابقة.

أنواع النوبات الصرعية

النوبة الجزئية

تشمل النوبة الجزئية ما يلي:

نوبة جزئية بسيطة

لا تسبب هذه النوبة فقدان الوعي للمريض بل تسبب تغيرا في الشكل أو تغيرا شعوريا أو تغيرا في الرائحة أو المذاق، أو سماع أصوات طنين في الأذن.

نوبة جزئية مركبة أو معقدة

هذا النوع من الصرع يسبب مشاكل في الحالة الإدراكية ثم يسبب فقدانا للوعي لمدة زمنية قصيرة، كما قد يتسبب بحركات لا إرادية بدون هدف محدد وتحديق في الفضاء مثال عن هذه الحركات فرك اليدين، وحركات باليدين، وإصدار أصوات باللسان، وإصدار حركات أصوات ابتلاع.

النوبة العامة

تشمل النوبة العامة ما يلي:

نوبة التغيب أو نوبة صرعية خفيفة

تمتاز هذه النوبة بأن المصاب يستمر بالتحديق في الفضاء وبحركات جسدية خفيفة وتدهور مؤقت للوعي.

نوبة رمعية عضلية

تظهر خلال هذه النوبة حركات حادة جدا في اليدين والرجلين.

نوبة توترية ارتجاعية شاملة

يعتبر هذا النوع من النوبات الأكثر حدة، ويتميز بفقدان مؤقت للوعي واهتزاز الجسم وارتعاشه وتصلب الجسم، كما يتخلله أحيانا عض على اللسان أو ضرر أو فقدان السيطرة على إفرازات الجسم.

أسباب وعوامل خطر الصرع

تسبب أمراض الصرع خللا في الجينات المسؤولة عن وصل الخلايا الدماغية مع بعضها البعض، ولكن أنواعا نادرة من المرض هي التي تسبب جينات معتلة معينة، حيث أن أي خلل يصيب مجموعة محددة من مئات الجينات يمكن أن ينتج عاملا مركزيا في نشوء وتطوير مرض الصرع.

على الرغم من أن أنواعا معينة من الصرع تنتقل من جيل إلى آخر إلا أن العوامل الوراثية لا تشكل سوى نسبة قليلة من نسب انتقال المرض. كما يميل بعض الأشخاص المصابين بالصرع إلى التأثر بالعوامل البيئية أكثر من غيرهم.

تحدث نوبة الصرع نتيجة مرض أو حادث أو صدمة عاطفية أو طبية مثل السكتة الدماغية التي تسبب مشاكل للدماغ أو تمنع وصول الدم المؤكسج إلى الدماغ، وفي حالات نادرة قد يعود سبب الصرع إلى وجود ورم في داخل الدماغ، حيث أن نوبات الصرع لا تحدث بسبب وجود عامل واحد بل بسبب تراكم مجموعة عوامل تؤدي إلى ظهور نوبة الصرع.

من عوامل الخطر ما يأتي:

  • التاريخ العائلي.
  • إصابة أو ورم في الرأس.
  • سكتة دماغية أو أمراض في الأوعية الدموية.
  • أمراض التهابية تصيب الدماغ مثل التهاب السحايا وحدوث ارتعاشات وتشنجات متواصلة خلال الطفولة من جراء حدوث ارتفاع الحرارة والحمى.

مضاعفات الصرع

  • إذا تعرض شخص لتعثر أثناء تعرضه لنوبة صرع فقد يتعرض لضربة في الرأس، بينما إذا تعرض الشخص إلى نوبة صرع وهو يسبح أو يغتسل في حوض استحمام فقد يتعرض للغرق.
  • نوبة الصرع تؤدي إلى فقدان السيطرة أو فقدان الوعي والتي تكون خطيرة جدا إذا حدثت أثناء تشغيل الآلات أو أثناء القيادة، حيث أن الأدوية التي تسبب تثبيط نوبات الصرع تسبب النعاس.
  • نوبات الصرع على المرأة الحامل تشكل خطورة على الأم وجنينها، كذلك الأدوية المعدة لتثبيط نوبات الصرع تسبب تشوهات للأجنة، بالتالي في حال كانت المرأة مصابة بالصرع وترغب بالإنجاب فعليها التشاور مع طبيبها المختص.
  • غالبية النساء اللواتي يعانين من الصرع يستطعن الحمل والولادة، لكن مع التأكيد على مشاورة الطبيب لكي يخفض الجرعة العلاجية من العقاقير وأن يخضعن لمراقبة ومتابعة خلال فترة الحمل.

الوقاية من الصرع

هناك بعض النصائح لتقليل خطر الإصابة بنوبات حادة من الصرع:

  • تجنب الكحول والمخدرات.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • تجنب ممارسة ألعاب القتال.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء وتخفيف الضغط.
  • الاستغناء عن مشاهدة التلفاز وممارسة ألعاب الحاسوب.
  • تجنب الأضواء القوية الساطعة.
  • أخذ جميع الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لتثبيط نوبة الصرع.

علاج الصرع دوائيا

أغلب الأطفال الذين يتناولون دواء الصرع في طفولتهم يستطيعون التوقف عن تناوله ليعيشوا حياة طبيعية من دون نوبات، وكذلك بالنسبة للأشخاص البالغين الذين يعانون من نوبات صرع بمقدورهم التوقف عن تناول الدواء في حال مرور أكثر من ثلاث سنوات على آخر نوبة.

أغلب الأدوية المثبطة لنوبات الصرع لها آثار جانبية وقد تشمل التعب وزيادة الوزن والدوار وقد تظهر أعراضا شديدة كالاكتئاب وفقدان التناسق الحركي والطفح الجلدي والتلعثم والتعب الشديد.