أعلنت شركة "ميرك" الألمانيّة و"موديرنا" الأميركيّة، عن نتائج إيجابيّة في المرحلة الثانية من التجارب السريريّة، في استخدام اللقاح الجديد ثنائي المفعول، للقضاء على الخلايا السرطانيّة وخلق مناعة ذاتيّة ضدّ الإصابة بالسرطان مسبقًا، وذلك كما جاء في تقرير نشره موقع "دويشته فيله" الألماني.

وقالت الشركتان في بيان مشترك، إنّ التجارب السريريّة الأوليّة، أظهرت فعاليّة اللقاح الجديد القائم على الحمض النوويّ المرسال (mRNA). والذي يعتمد عليه اللقاح، ويتميّز بأنّه مصمّم خصيصًا لكلّ مريض، والغرض منه تكرار الإصابة بالسرطان، بدلًا من منع السرطان في المقام الأوّل، وأعلن الفريق البحثي، إنّ لقاح السرطان الجديد، تمّ اختباره على أشخاص أصيبوا بسرطان الجلد، وتمّ بالفعل إزالة أورامهم، إلّا أنّهم كانوا مهددين بالإصابة بالسرطان مرّة أخرى.

من جهته، قال مدير برنامج موديرنا للأورام، ميشيل براون، "إنّ التجارب الإكلينيكيّة تثبت نجاح فكرة لقاح مخصص للسرطان… كما تمنحنا التجارب الثقة في إمكانات اللقاحات القائمة على تقنيّة النوويّ المرسال (mRNA) مع مرضى الأورام.

وكذلك تعتمد لقاحات كوفيد على النوويّ المرسال (mRNA)، حيث تقدّم اللقاحات للجسم قطعة من الحمض النوويّ الخاص بالفيروس، والتي يقوم الجسم بترجمتها من أجل إنتاج بروتينات تخلق مناعة ذاتيّة للجسم ضدّ هذا الفيروس، بحيث يكون لدى الجسم استجابة أقوى إذا واجه الفيروس مستقبلًا.

ويقوم الحمض النووي بتشفير طفرات خاصة بالورم السرطاني تسمّى "المستضدات الجديدة"، حيث ينتج الجسم نسخًا متعددة من هذه المستضدات، ثمّ يتعلّم كيفيّة التعرّف عليها، في وسط خلق لمزيد من الخلايا المناعيّة التي يمكنها استهداف الخلايا المصابة، وبالتالي، محاربة السرطان، كما جاء في التقرير المنشور.

وقال مدير مركز الخلايا الجذعيّة والعلاج المناعي الانتقالي ومؤلف الدراسة، الدكتور خالد شاه، إنّه "باستخدام هندسة الجينات، تمكنّا من إعادة توظيف الخلايا السرطانيّة لتطوير علاج يقتل الخلايا السرطانيّة، ويحفّز جهاز المناعة لتدمير الأورام الأوليّة والوقاية من السرطان.

وتعتبر لقاحات السرطان، مجالًا نشطًا ومتطوّرًا في محاولات علاج السرطان، إلّا أنّ النهج الذي اتّخذته هذه التجارب، مختلفة عمّا سبقتها من الدراسات، فبدلًا من استخدام الخلايا السرطانيّة المعطّلة، أعاد الفريق استخدام الخلايا السرطانيّة الحيّة، والتي تمتلك ميزة غير عاديّة، حيث يمكنها الانتقال لمسافات طويلة عبر الدماغ، منتقلة إلى موقع الخلايا السرطانيّة الأخرى. وصمّم الفريق خلايا الورم الحيّة باستخدام أداة تعديل الجينات "كاسبر"، واستخدموها من أجل إطلاق عوامل قتل الخلايا السرطانيّة.

اقرأ/ي أيضًا | دراسة: علاج الاكتئاب يبدأ من المعدة

وكان الفريق قد اختبر الخلايا السرطانيّة العلاجيّة المحسّنة والمعدّلة وراثيًّا في سلالات الفئرات المختلفة، بما في ذلك تلك التي تحمل خلايا نخاع العظام والكبد وغيرها من الخلايا المستمدّة من البشر، ولا تزال الأبحاث مستمرّة لمعرفة مدى فعالية العلاج الخلوي المزدوج، وهو ما قد يشكل فرصة للوصول إلى علاج.