أملا فى مساعدة ألاف المكفوفين، أعلن فريق من الجراحين الألمان أن بوسعهم إعادة النور إلى عيون المكفوفين، بمساعدة رقاقة إلكترونية غاية في الصغر تزرع تحت الشبكية.

ذكرت طبيبة العيون "بربرا فيلهيم" أحد أعضاء فريق الجراحين من توبنجن، أنها وزملاءها يعملون في المشروع منذ عام 1996. وأنهم يأملون في إعادة الأمل إلى 25% من 130 ألف مكفوف ألماني، ممن يعانون من العمى بسبب أمراض الشبكية التنكسية، مثل التهاب الشبكية الصباغي الوراثي.

وأضافت أن هذه الرقاقة قد تم زرعها في عيون حيوانات المعمل وثبت أن أجسام هذه الحيوانات تقبلتها ولم ترفضها.

كما أن الفحوصات الإلكترونية أثبتت أن الرقاقة أدت عملها من خلال تحويل الإشارات الضوئية إلى كهربائية تنتقل إلى المخ.

ويعتقد الجراحون أن هذه الحيوانات استعادت قدرتها على النظر من خلال مراقبة حركتها بين الأشياء بعد العمليات. وانهم يستعدون حاليا لإجراء سلسلة من عمليات الزرع المذكورة في عيادة العيون في جامعة توبنجن، هذا العام.

وأشارت أيضا أن تصميم الرقاقة الإلكترونية تم بشكل يؤهلها لتعويض ما فقدته شبكية العين من مخاريط ونبابيت (مثل الأنابيب)، وهي الوحدات البيولوجية التي تقرأ أشارات الضوء وتنقلها إلى المخ ويتم زرعها تحت الشبكية من خلال عملية دقيقة تدوم عدة ساعات.

وسيجري الاحتفاظ بالرقاقة في عيون المتطوعين لفترة شهر، مع إمكانية تمديد الفترة حسب مستوى النجاح ورغبة المريض.

هذا كما أكدت "فيلهلم" أن الجيل الحالي من الرقائق مصمم لمساعدة المرضى على الرؤية بدقة تبلغ 0,05، وهي درجة تكفيهم لتمييز الأشياء في محيطهم والتحرك بمفردهم دون الحاجة لمساعدة أحد.

وأوضحت أن هذه الرقاقة تتكون من شريحة الكترونية من 1500 حقل إلكتروني، يحتوي كل منها على خليتين ضوئيتين تعوضان عن مخاريط ونبابيت الشبكية. كما أنها مزودة بقطب محفز، يمكن تحفيزه من الخارج، وبجهاز يتولى تكبير الإشارات قبل ارسالها إلى المخ.

وترتبط الرقاقة بالخارج بواسطة شريط مرن سمكه سمك شعرة الرأس، طوله 8 سم، وعرضة 3 مليمترات، لتوصيل الطاقة وتحفيز شبكة العين المتنكسة. وتتولى الخلايا الضوئية تسلم الضوء الساقط على العين من الخارج، وتحويله بشكل تيار كهربائي إلى الدماغ عبر عصب العين، مما يساعد فى اعادة الرؤية للعين مرة أخرى.