تستثمر دولة الإمارات، مؤخرًا، في التكنولوجيات الجديدة والذكاء الاصطناعي، بعد أن كشف تطبيق "توتوك" عن أبرز المراقبة المشددة للإنترنت في الإمارات.

واشتكى الملايين، من المقيمين الأجانب في الإمارات، من أن المكالمات المجانية عبر تطبيق "واتساب" أو "سكايب"، لا تزال محظورة، مما لا يمكنهم من التواصل مع عائلاتهم.

وأكدت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الإمارات أنها "علمت مؤخرا بالمخاوف" المتعلقة بخدمات الاتصال عبر الإنترنت، لكنها نفت الاتهامات، مضيفةً أن لوائح الاتصالات في الإمارات "تحظر الاختراق غير القانوني والمراقبة الجماعية بأي شكل من الأشكال".

وصنفت منظمة "فريدوم هاوس" غير الحكومية الأميركية، الإنترنت في الإمارات بـ"غير الحر"، مشيرة إلى وجود "قيود ورقابة ومراقبة" على الإنترنت بسبب "روابط وثيقة بين الحكومة وشركات الاتصالات".

ورأت منسقة الأبحاث في "فريدوم هاوس"، آيمي سليبويتز، أن "الإمارات تمارس درجة عالية من القيود والمراقبة عبر الإنترنت"، مضيفةً أنه "يجب أن يتمتعوا بشفافية أكبر بشأن فرض قيود على المحتوى والكف عن استهداف منتقدي الحكومة".

وحظر القانون الإماراتي استخدام الإنترنت بهدف "التخطيط أو التنظيم أو الترويج أو الدعوة لمظاهرات أو مسيرات" أو "التحريض على الدخول إلى غير دين الإسلام" أو "الدعوة إلى اعتناق أو ترويج المبادئ الهدامة مثل المثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي".

وشهد تطبيق "توتوك" رواجا سريعا في الشرق الأوسط حيث تفرض عدة دول منها الإمارات، قيودا أو حتى تمنع، غالبية خدمات الاتصال عبر تطبيقات مثل "واتساب"، إذ أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قبل أسابيع، بأن الإمارات استخدمت تطبيقا للتجسس على مستخدميه، وذكرت الصحيفة أن الإمارات استخدمت تطبيق "توك توك" للتجسس، لافتة إلى أن مسؤولين أميركيين، لم تُسمّهم، هم من أكدوا ذلك، إضافة إلى أن التطبيق تم إزالته من شركة"آبل".

ورأى الباحث في مختبر "سيتزن لاب" المتخصص في الأمن السيبراني، بيل مارزاك، أن شركة "آبل" تعد "أكثر "احتراما لخصوصية العملاء"، وأعلن القيّمون على تطبيق "توتوك" إدراجه مجددًا على "جوجل بلاي ستور"، في كانون الثاني/ يناير، بعد سلسلة من "التحديثات" الخاصة بالتطبيق، بالأخص آلية أكثر وضوحا تتيح للمستخدمين السماح بنفاذ التطبيق إلى بياناتهم ولوائح الأرقام الهاتفي، ولا يزال "توتوك" غير متوافر على "آبل ستور".

وأشار مارزاك إلى أن قضية "توتوك"، "فريدة"من نوعها "لأنهم (الإماراتيون) يحاولون تطوير هذا التطبيق الذي تم تصميمه ليستخدمه ملايين الأشخاص في العالم"، موضحةً أنه "هذه الحالة الوحيدة التي يوجد فيها تطبيق للمراسلة تم تطويره من قبل جهة استخباراتية".

ورأى مارزاك أن الإمارات قد تتجه نحو ما وصفه بـ"النموذج الصيني" من التسلط الرقمي المتمثل في الرغبة لأن تصبح قوة في مجال التكنولوجيا ولكن تستخدمها أيضا كأداة للمراقبة والسيطرة.

اقرأ/ي أيضًا | "الإمارات تستخدم تطبيق ’تو توك’ للتجسّس"