شهدت أوكرانيا، يوم السبت، اضطرابًا واسعًا في أنظمة الدفع الإلكتروني، مما أثر على خدمات حيوية في العاصمة كييف ومدن أخرى. توقفت عمليات الدفع في مكاتب البريد، والمطاعم، ومحطات المترو، مما أجبر المواطنين على العودة إلى استخدام النقد في معاملات يومية اعتادوا على تنفيذها إلكترونيًا.​

وفي محطة مترو كييف، عجز الركاب عن استخدام بطاقاتهم المصرفية أو تطبيقات الدفع عبر الهاتف، واضطروا إلى شراء تذاكر ورقية. كما واجه زبائن مطاعم، مثل ماكدونالدز، صعوبة في الدفع إلا نقدًا، بسبب تعطل أجهزة الدفع الإلكتروني.

وحتى تطبيق "ديا" الحكومي، الذي يُستخدم لتقديم الخدمات الرقمية للمواطنين، شهد انقطاعًا في بعض خدماته.​

وأوضح النائب الأوكراني أولكسندر فيديينكو، عبر قناته على تيليغرام، أن الانقطاع كان نتيجة خلل تقني في أنظمة البنوك المشغلة، وليس بسبب هجوم إلكتروني.

وأكدت سلطات كييف أن المشكلة في نظام الدفع بمترو الأنفاق تعود إلى خلل في البنك المسؤول عن تشغيل النظام.​

ويأتي هذا الحادث في سياق تاريخي من الهجمات السيبرانية التي استهدفت أوكرانيا منذ عام 2014، حيث تعرضت البلاد لهجمات إلكترونية واسعة النطاق، نُسبت في كثير من الأحيان إلى روسيا.

ومن أبرز هذه الهجمات، الهجوم الذي أصاب شبكة الكهرباء الأوكرانية في عام 2015، مما أدى إلى انقطاع التيار عن مئات الآلاف من المواطنين.​

وتعتمد أوكرانيا بشكل متزايد على الخدمات الرقمية، حيث يُستخدم تطبيق "ديا" لتقديم مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية، مثل إصدار الوثائق الرسمية، ودفع الضرائب، والحصول على المساعدات الاجتماعية.

كما أصبحت المدفوعات الإلكترونية وسيلة رئيسية للتعاملات اليومية، مما يجعل أي خلل في هذه الأنظمة ذا تأثير كبير على الحياة اليومية للمواطنين.​

هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية تعزيز البنية التحتية الرقمية في أوكرانيا، وضمان وجود أنظمة احتياطية فعالة للتعامل مع مثل هذه الأعطال، كما يُبرز الحاجة إلى تطوير استراتيجيات أمن سيبراني قوية، لحماية الأنظمة الحيوية من الهجمات الإلكترونية والخلل التقني.​