أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار عن تنظيم سلسلة بشرية تمتد من معبر رفح جنوبا وحتى معبر بيت حانون ايريز شمالا، وذلك احتجاجا على الحصار المفروض على ابناء الشعب الفلسطيني.

وقال رامي عبده المنسق الإعلامي للجنة الشعبية فى تصريحات لموقع عــ48ـرب إن هذه الفعالية تأتي استمرارا للفعاليات التي بدأتها اللجنة منذ فترة لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، موضحا أن العديد من الجهات والفعاليات الوطنية والشعبية والمدارس الوزارات والجامعات ستشارك فى السلسلة البشرية التي نتوقع ان يزيد عدد المشاركين فيها عن 50 الف مواطن.

وأكد أن اللجنة تهدف من هذه الفعاليات إبراز معاناة أهالي قطاع غزة جراء الحصار المفروض، مشددا على أن اللجنة تقوم فقط بإجراءات أو فعاليات سلمية تهدف فقط إلى إبراز صورة معاناة أهالي القطاع.

وحول ما اذا كانت هناك تخوفات من إقدام المشاركين في السلسلة البشرية غدا على اقتحام معبر بيت حانون، قال عبده "نحن في اللجنة الشعبية فعالياتنا كلها سلمية، ولكن يجب على العالم كله أن يعي ويعرف أن هناك شعبا يقتل ويموت جراء الصمت على الحصار المفروض عليه.

وطالب عبده العالم ومن هو مسؤول عن هذا الحصار التحرك السريع لانهائه تحسبا من أي انفجار محتمل لهؤلاء المواطنين الذين باتوا يعيشون فى سجن كبير ويرون أبناءهم وأقاربهم يموتون دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء لهم جراء إغلاق المعابر ونفاذ الأدوية.

وشدد على ضرورة احترام المواطن الفلسطيني ومعاملته كما يعامل باقي المواطنين في العالم، وإتاحة الفرصة له للعيش باحترام وبحرية كما نصت كافة مواثيق حقوق الإنسان.

ومن جهتها قالت التقارير الإسرائيلية إنه من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف في المسيرات على طول محور صلاح الدين الذي يقطع قطاع غزة، من معبر رفح جنوبا وحتى بيت حانون شمالا، في الساعة العاشرة من صباح ليوم غد الإثنين.

ومن المتوقع أن ترفع الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب، يوم غد الإثنين، بدءا من ساعات الصباح في كافة أنحاء البلاد، وذلك في إطار الاستعدادات للمظاهرة المتوقعة.

وفي ختام جلسة تقييم للوضع عقدت مساء اليوم، الأحد، قرر المفتش العام للشرطة، دودي كوهين، رفع مستوى التأهب إلى مستوى ما يسمى بـ"النشاط العملاني جـ"، وهو مستوى تأهب يسبق بدرجة أقصى مستويات التأهب.

كما من المتوقع أن تحشد الشرطة قوات كبيرة في الجنوب، وذلك لمساعدة الجيش في وقف عملية تسلل الفلسطينيين إلى داخل البلاد، في حال فقدان السيطرة على المظاهرة.

كما جاء أن جيش الاحتلال، بمصادقة وزير الأمن وهيئة أركان الجيش، يواصل استعداداته، وصدرت تعليمات خاصة للجيش بشأن إطلاق النار، حيث أشير إلى مناطق تعتبر حساسة، وطلب من الجيش منع الدخول، حتى لو كانوا بأعداد قليلة.

وبحسب التقارير الإسرائيلية فإنه سيتم، إذا اقتضت الضرورة ذلك، إطلاق نيران المدفعية التحذيرية باتجاه مناطق مفتوحة. وفي حال تقدم المتظاهرين باتجاه السياج الحدودي سيتم تفعيل وسائل تفريق المظاهرات، كما سيتم استخدام القناصة، كوسيلة أخيرة، لإطلاق النار على أرجل المتظاهرين، على حد قول المصادر ذاتها.

وكانت قد قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الاحتلال تستعد لسيناريو مقلق بالنسبة لها وهو خروج مظاهرات احتجاج حاشدة على الإغلاق والحصار باتجاه المنطقة الحدودية. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال عززت من قواتها في محيط قطاع غزة تحسبا لخطوة من هذا النوع.

يشار إلى أن البانزين نفذ من القطاع يوم أمس، السبت، وشهدت شوارع غزة توقفا شبه تام لحركة السير، وذلك نتيجة لتقليص كميات الوقود التي تبيعها إسرائيل لقطاع غزة، متذرعة بقصف الصواريخ، بينما الهدف الحقيقي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد أفصح عنه وهو الضغط على السكان للخروج ضد سلطة حماس.

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من تدفق آلاف الفلسطينيين واقتحام الحدود وأن تؤدي محاولات وقفهم إلى وقوع مجازر. وقد أرسلت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة قوات كبيرة إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، تحسبا لمسيرات محتملة، ووضعت تلك القوات في حالة تأهب. وتقول مصادر إسرائيلية أن القلق من سيناريو من هذا النوع طفا إلى السطح في أعقاب اقتحام الحدود المصرية وفتحها قبل نحو شهر.

ورأت أجهزة الأمن الإسرائيلية في المسيرة التي نظمتها لجنة مكافحة الحصار في غزة، يوم أمس، بادرة أولى لانطلاق مسيرة نحو الحدود مع إسرائيل، تحرجها وخاصة على ضوء تعبير بعض الدول والمؤسسات الدولية بشكل خجول عن عدم رضاها من الحصار والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

وتفيد تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن منذ إغلاق الحدود المصرية مع قطاع غزة وعقب تجدد الضغط الاقتصادي في قطاع غزة، قد تحاول حركة حماس المبادرة إلى خطوة جديدة على الحدود مع إسرائيل، معتمدة على تهديدات مماثلة من أحد قادة حماس عقب فتح الحدود مع مصر.

وقد انطلقت يوم أمس مظاهرات بمبادرة لجنة مكافحة الحصار في عدد من دول العالم وكانت المظاهرة المركزية في مدينة غزة والتي توجهت إلى مقر الأمم المتحدة. وخشية تحول وجهة المسيرة باتجاه الحدود، أرسل جيش الاحتلال على وجه السرعة عدة كتائب وتم نشرها في المنطقة الحدودية.