أكدت الشخصيات المستقلة في المصالحة أن الرد الحقيقي على حكومة نتنياهو وتهربها من الاستحقاقات المفروضة عليها كدولة احتلال هو الإعلان الفوري عن المصالحة الداخلية لمواجهة المخططات الاحتلالية.

وذكر د.ياسر الوادية، في بيان وصل عــ48ـرب نسخة منه، أن تعنت حكومة الاحتلال واستمرارها في عدوانها على الضفة الغربية وقطاع غزة من استمرار لعجلة الاستيطان والتهويد، بالإضافة الى تشديد الحصار على القطاع يؤكد أن المصلحة الفلسطينية تلتقي تحت عنوان المصالحة الداخلية.

وأشار الوادية الى أن مجموعة واسعة من الشخصيات المستقلة من علماء مسلمين ورجال دين مسيحيين ورجال أعمال وأكاديميين ومثقفبين ورجال اصلاح وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في الضفة الغربية وقطاع غزة تواصل جهودها بشكل مكثف لدعم التوصل الى اتفاق مصالحة فلسطينية.

ولفت الى أن اللقاء الشامل المقرر عقده في القاهرة قريبا للكل الفلسطيني فرصة مهمة للتوصل الى اتفاق داخلي قوي يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة والوفاق الداخلي، وأضاف: "فشل البرامج الحزبية الأحادية يستدعي الاتفاق سريعا لإنقاذ المشروع الوطني".

من جانبه شدد الدكتور عبد العزيز الشقاقي أحد الشخصيات المستقلة المشاركة في حوارات القاهرة على أن الواقع الفلسطيني بحاجة الى تصويب مساره من خلال الوفاق والمصالحة الداخلية، معتبرا أن المرحلة الحالية الأسوأ في التاريخ الفلسطيني وتتطلب جبهة داخلية قوية تستطيع مواجهة التعنت الإسرائيلي.

وذكر الشقاقي أن المحاولات الإسرائيلية للاستفادة من الواقع الفلسطيني تستدعي التوجه الى المصالحة بشكل فوري لوقف مسلسل الخسارة الذي تسببت به حالة الانقسام الداخلية والتي راح ضحيتها القضية والشعب الفلسطيني.

وطالب الشقاقي كلا من فتح وحماس بالتوقف عند معاناة أهالي الضفة والقطاع، والاستجابة الى المطالب الشعبية المتواصلة والمنادية بضرورة الاتفاق الداخلي بعيدا عن كافة التجاذبات والصراعات الحزبية، منوها الى أن التاريخ والشعب لن يرحم كل من كان سببا في تكريس واقع الانقسام بدلا من المساهمة في تقديم الجهد من أجل رأب الصدع الداخلي.

بدوره أكد الأستاذ خليل عساف شخصية مستقلة وممثل مؤسسات المجتمع في الضفة الغربية أن المصالحة والوفاق الداخلي هي الخيار الأصوب للتصدي للمخططات الإسرائيلية الهادفة الى تدمير المشروع الوطني.

وبين عساف أن حكومة الاحتلال تسعى وبكل طاقاتها الى استغلال الخلل في الجسد الفلسطيني لتمرير مواقفها العنصرية أمام العالم، وهو ما يتطلب انطلاقة فورية نحو حوار شامل ينجز اتفاق وفاق داخلي يوفر البيئة المناسبة لانطلاق عمل الملفات المجمدة بفعل الانقسام السياسي.

ورأى عساف أن استمرار إسرائيل في عجلة الاستيطان ورفضها الانصياع للمواقف العربية والدولية يؤكد حاجة الفلسطينيين إلى موقف قوي يشكل رسالة قوية للائتلاف الإسرائيلي الحاكم في إسرائيل لإجباره على الاستجابة للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني.

من جانبه أكد الدكتور محمد ماضي الداعية الإسلامي وأحد الشخصيات المستقلة أن إسرائيل ترتكب المجازر بحق المدنيين، وتواصل عملية الاستيطان الغير شرعية وفق كافة القوانين والأعراف الدولية، بالإضافة الى قضية الجدار الفاصل والذي نهبت فيه الأرض الفلسطينية في ظل الغفلة الفلسطينية بملفات الانقسام وإفرازاتها السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا الى أن الواجب الأخلاقي والديني والوطني يستدعي الانطلاق سريعا ودون أي ذرائع نحو المصالحة والوفاق.

من جهته أوضح الأستاذ عيسي العملة أحد الشخصيات المستقلة من الخليل أن الأزمة الداخلية الفلسطينية تسببت في إعاقة نمو المشروع الوطني وتسببت في خلق هوامش عديمة الفائدة أُهدرت فيها الطاقات الوطنية بسبب الانشغال بالمشاريع الحزبية التي لم تقدم أي جديد بشكل منفرد، بل كانت في أمس الحاجة الى وجود حالة من الشراكة السياسية التي توفر نوع من المرونة السياسية التي يمكن من خلالها الضغط على إسرائيل وإجبار العالم على التعامل معها على أنها دولة خارج عن القانون.