قامت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، الليلة الماضية، باعتقال العشرات من ناشطي حركة حماس في كافة أنحاء الضفة الغربية، وذلك في أعقاب عملية الخليل التي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين.

وتأتي حملة الاعتقالات هذه في إطار عمليات التفتيش والبحث التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة بحثا عن منفذي العملية.

وتزامنت الحملة الاعتقالية مع قيام المستوطنين في عدة مستوطنات في أنحاء الضفة، وخاصة "براخا" و"يتسهار" و"ايتمار" وبؤر استطيانية مختلفة بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث يتجمعون على مفارق الطرقات ويرشقون المركبات الفلسطينية بالحجارة، في حين تم اقتلاع وقطع أعداد كبيرة من أشجار الزيتون، إضافة إلى إلقاء زجاجات حارقة.

وداهمت الشرطة الفلسطينية منازل العشرات من ناشطي حركة حماس بالضفة الغربية، واعتقلت الناشطين السياسيين والناشيطن في الجمعيات والمنظمات الخيرية، كما اعتقلت من وصفوا بأنهم "مشتبهون بأنهم مجندون أو يحاولون التجند في الجناح العسكري لحركة حماس".

وقالت مصادر فلسطينية لـ"يديعوت أحرونوت" إنه حتى اللحظة لا يوجد معلومات عينية بشأن عملية الخليل أو هوية المنفذين. كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن السلطة الفلسطينية سبق وأن "حذرت قبل عدة أيام من محاولة لحركة حماس وخالد مشعل زرع الفوضى في الضفة الغربية".

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن المناطق التي تقع تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية هادئة جدا.

وبحسبهم فإن المنطقة التي نفذت فيها العملية تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، الأمر الذي يؤكد مدى نجاح السلطة في عرقلة محاولات تنفيذ عمليات في المناطق التي تقع تحت سيطرتها. بحسب المصادر ذاتها.

تجدر الإشارة إلى أن التحقيق الذي تقوم به السلطة الفلسطينية يأتي بالتوازي مع التحقيقات التي تقوم بها أجهزة أمن الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت بلدة بني نعيم الليلة الماضية وشرعت بحملة دهم وتفتيش، في حين نصبت الحواجز على مداخل مدينة الخليل، بحثا عن منفذي العملية. ولم ترد أية أنباء عن اعتقالات.

ونقل عن مصادر في الجيش تقديراتها بأن حركة حماس هي المسؤولة عن العملية بهدف "المسّ بالمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الجيش والشاباك يحاولون العثور على طرف خيط يؤدي إلى منفذي العملية، في حين تعترف عناصر أمنية إسرائيلية بأن الحديث عن عملية غير عادية نسبيا إلى المنطقة مثل الضفة الغربية، حيث أن مستوى المعلومات الاستخبارية الموجود لدى أجهزة أمن الاحتلال عالية جدا، وتساعد في اعتقال خلايا من هذا النوع وهي "لا تزال في المهد".

وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية فإن خلية تابعة لحركة حماس قد استعدت جيدا لتنفيذ العملية، وقامت بدراسة المحاور والطرقات وتحركات الجيش في المنطقة.

وكانت السلطة الفلسطينية قد أدانت الليلة الماضية العملية، ووصفها رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض بأنها تضر بالمصالح الفلسطينية. كما أعلنت السلطة أنها ستقوم بالتحقيق في ظروف العملية.

وكان فياض قد أعلن في بيان أن "السلطة تسعى إلى إنهاء الاحتلال، إلا أنها تعارض سفك الدماء الذي يخدم أجندة جهات إقليمية أو آخرين". واعتبر فياض توقيت العملية بأنه يهدف إلى "تخريب جهود السلام".

يذكر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن العملية، وأكدت أنها تأتي ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن سلسلة عمليات.