قال المنسق الأمني الأمريكي للسلطة الفلسطينية، كيت دايتون، مؤخرا في أحاديث مغلقة، إن قوات الأمن الفلسطينية التي تعمل في الضفة الغربية غير جاهزة الآن لتحمل المسؤولية الأمنية عن المدن الفلسطينية.

وقالت "هآرتس" إن السلطة الفلسطينية قد أبلغت إسرائيل، مؤخرا، أنها غير جاهزة لنشر قوات الشرطة في نابلس. وكان قد نقل عن رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، قوله خلال الصيف إن قوات الأمن الفلسطينية غير جاهزة لفرض سيطرتها الأمنية.

وقالت أيضا إن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، كان قد أعلن في واشنطن، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل معنية بتقديم تسهيلات للفلسطينيين، وإتاحة المجال لقوات الأمن الفلسطينية بالعمل في الضفة الغربية. وبحسبه فإن إسرائيل كانت قد أزالت مؤخرا 25 حاجزا عسكريا في الضفة.

وفي لقاءاته مع الجانب الإسرائيلي، أشار المنسق الأمني الأمريكي إلى تقديره الكبير الذي يكنه تجاه سلام فياض، وما وصفه بـ"محاولاته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية".

وفي المقابل، فإن دايتون، الذي سبق وأن أظهر ثقته بقوات الأمن التابعة للسلطة ولحركة فتح قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، يظهر اليوم تقديرات متشائمة كثيرا بالنسبة لقدرات أجهزة الأمن الفلسطينية.

وتشير تقديرات دايتون إلى أن قوات الأمن الفلسطينية ستكون جاهزة للمهمة الأمنية بعد استكمال تدريبات أخرى في الشهور الستة القادمة.

كما جاء أن شعبة الدراسات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تتوقع، في وثيقة سوف يتم تقديمها إلى المستوى السياسي، أن السلطة الفلسطينية لن تكون قادرة على السيطرة الأمنية في الأشهر القريبة على المدن الفلسطينية.

وقالت المصادر ذاتها إن إسرائيل تواصل خطتها في إتاحة المجال للسلطة الفلسطينية بنشر عناصر الشرطة في المدن الفلسطينية للمحافظة على النظام العام، ولكن ليس بهدف تحميلهم المسؤولية الأمنية.

وتابعت أن وزير الأمن، إيهود براك، كان قد أبلغ وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، والمستشار للأمن القومي الأمريكي، ستيف هادلي، في لقاءاته معهما في واشنطن، أن إسرائيل تدرس إمكانية السماح للسلطة الفلسطينية بنشر المئات من أفراد الشرطة في مدن أخرى في الضفة الغربية، ما عدا مدينة نابلس. ورغم أن إسرائيل قد صرحت بأنها سمحت بنشر 500 شرطي فلسطيني في نابلس، إلا أن السلطة الفلسطينية قد أعلنت أنها ليست جاهزة لذلك.

وادعت مصادر أمنية إسرائيلية أن السلطة الفلسطينية تخشى أن تجد صعوبة في السيطرة على نابلس، لأنها تتوقع أن تصطدم بمواجهات مع المجموعات المسلحة فيها. كما تخشى السلطة من قيام الجيش الإسرائيلي، الذي سيواصل العمل في نابلس، بإطلاق النار على أفراد الشرطة الفلسطينية.

إلى ذلك، قال براك في واشنطن إن إسرائيل قامت بإزالة حاجز عسكري ثابت في الضفة، بالإضافة إلى 24 من السواتر الترابية التي كانت تمنع دخول وخروج المركبات الفلسطينية من وإلى القرى في منطقتي الخليل وبيت لحم.