جدل فلسطيني حول البدائل المطروحة في حال فشل المفاوضات
تثير البدائل التي تنوي قيادة السلطة الفلسطينية اللجوء اليها في حال فشل المفاوضات مع اسرائيل جدلا في الاوساط الفلسطينية مع اقتراب انتهاء مهلة حددتها لجنة المتابعة العربية للادارة الاميركية لمحاولة اقناع اسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني.
وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم لوكالة فرانس برس "طبعا هناك جدل حول استخدام البدائل الفلسطينية (...) وثمة ما يقال في الوسط الفلسطيني، حول هذا الموضوع سواء بصورة فردية او جماعية".
وكان رئيس االسلطة محمود عباس اعلن الخميس الماضي عن سبعة خيارات قد تلجأ السلطة الفلسطينية اليها في حال اصرت اسرائيل على موقفها الرافض لتمديد تجميد الاستيطان.
ومن هذه الخيارات مطالبة الولايات المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وفي حال استحال ذلك تتوجه القيادة الفلسطينية الى مجلس الامن الدولي بالطلب ذاته. وفي حال رفض هذا الطلب من مجلس الامن، فان القيادة الفلسطينية قد تلجأ بعدها الى الجمعية العامة للامم المتحدة.
ونقلت الصحف الفلسطينية عن صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية قوله، ان بحث الخيارات الفلسطينية "يتم وفق اعتبارات سياسية وقانونية واللجوء اليها سيتم بشكل منظم وبالتتابع".
واضاف ان التركيز الفلسطيني والعربي ينصب حاليا على مراقبة نتائج الجهود الاميركية في ضوء مهلة الشهر التي منحتها لجنة المتابعة العربية في تشرين الأول/اكتوبر الماضي لواشنطن.
واكد عريقات انه "لن يتم الشروع فيها الا بعد استنفاذ جهود استئناف المفاوضات وتحقيق متطلبات ذلك". وتابع انه في حال فشلت الجهود الاميركية بالزام الحكومة الاسرائيلية بوقف الاستيطان، سيذهب الفلسطينيون "للخيارات والبدائل الاخرى". واكد ان طرح هذه البدائل "ليس ردة فعل للرئيس (محمود عباس) أبو مازن او ردة فعل عاطفية".
واوضح الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي لفرانس برس ان الجدل الدائر في الوسط الفلسطيني يتناول "كيفية تأمين عوامل النجاح للفكرة الرئيسية القائلة بالحصول على الدولة الفلسطينية عبر الارادة الدولية وليس عبر التفاوض مع اسرائيل". واضاف ان "بعض الاطراف الدولية لديها استعداد لذلك والموقف العربي والفلسطيني يلعب دورا كبيرا في تحقيق ذلك".
لكن سويلم رأى انه "لم يبت بعد في مضمون نتائج هذه البدائل وما اذا كانت تشكل مجموعة عمل متكاملة وغير متناقضة". وقال "لا يمكن القول ان هذه البدائل تشكل استراتيجية وان كانت تعتبر نشاطات دبلوماسية ضرورية".
من جهته، قال مسؤول فلسطيني كبير "لا ارى ان الوضع العربي او الاوروبي جاهز لدعمنا في اي من الخيارات التي بين ايدينا لذلك لست واثقا من نجاحنا في هذه الخيارات".
واضاف هذا المسؤول لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان اخطر خيار يمكن ان تواجهه السلطة الفلسطينية هو "محاولة اميركية اسرائيلية لفرض صيغة على الفلسطينيين لا تتعدى مفهوم الدولة المؤقتة التي رفضتها القيادة الفلسطينية سابقا".
واضاف ان "الاحتمال الاكثر واقعية هو مواجهة صيغة صادمة، فيها عناصر حل سياسي". واوضح هذا المسؤول "لم نواجه مثل هذا الاحتمال الاكثر خطورة في كل تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة". وتابع "نخشى ان يدفعنا الموقف العربي والدولي بالمجمل الى قبول ذلك، تحت ادعاء خذوا هذا وانتظروا الباقي".
واضاف "قد نواجه خلال الاسبوع او الاسبوعين المقبلين وضعا دوليا ميالا للتعاطي العملي مع مشروع لن يخرج عن دولة ذات حدود مؤقتة مهما كان الشكل الخارجي لهذا المشروع".
وكانت لجنة المتابعة العربية وبمصادقة من القمة العربية التي عقدت في سرت الليبية قبل اسابيع، منحت الادارة الاميركية شهرا لمحاولة التأثير على الموقف الاسرائيلي بتجميد الاستيطان لافساح المجال امام استئناف المفاوضات.
ويتوقع ان تنتهي هذه المدة في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، اليوم الذي سيكون فيه الفلسطينيون مشغولين في الذكرى السادسة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وهاجم كاتب في وكالة الانباء الفلسطينية ( وفا) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة الذي نقل عنه عدم قناعته بالبدائل الفلسطينية المطروحة.
وفي بيان رد فيه على ما كتب عنه في الوكالة، اكد القدوة مجددا موقفه من البدائل الفلسطينية. وقال "بخصوص البدائل التي طرحت فهي غير موفقة ونحن غير قادرين على خوض معارك فاعلة على اساسها". واضاف ان هذه البدائل "تعكس رغبة تجريبية لدى بعض الاخوة الناصحين عندما لا يجوز التجريب".
لكن عريقات اكد ان "هذه الخيارات جاءت بناء على دراسات جدية ومعمقة وفريق عربي فلسطيني ودولي قاموا بدراسة كافة الخيارات وفق الثوابت والمتغيرات".
وتساءل عريقات "لماذا يمكن اعتبار هذا الخيار غير موفق ولم نستطع المحاربة فيه؟ ماذا تسمون كوسوفو او الاتفاقيات الدولية او ما تقوم به الولايات المتحدة جنوب السودان؟".