نفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما تردد حول عزمه حل السلطة الفلسطينية إذا فشلت جهود الانضمام إلى الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه سيجتمع قريباً مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، لبحث المصالحة الوطنية. وأكد عباس مواصلة الجهود الرامية إلى الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، على الرغم من أحدث الانتكاسات في مجلس الأمن الدولي،


قال عباس في مؤتمر صحافي خلال زيارة إلى تونس، التقى خلالها الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع، ورئيس الوزراء الباجي قائد السبسي، إن خيار حل السلطة الفلسطينية «غير وارد بتاتاً»، معتبراً أن من يطرح موضوع حل السلطة الوطنية الفلسطينية «غير مخوّل إطلاقاً لذلك».
وتردد في الآونة الأخيرة الكثير من التصريحات والتلميحات الصادرة عن مسؤولين فلسطينيين حول إمكانية حل السلطة كأحد الخيارات التي يمكن التلويح بها أمام انسداد آفاق التسوية بشكل عام، وتراجع الدعم الأميركي لجهود المفاوضات، وفي ظل توقعات بفشل مجلس الأمن في الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة.


وتساءل عباس«هل يُعقل أن نذهب لحل أنفسنا، أي حل السلطة الفلسطينية، لأن مجلس الأمن الدولي لم يوافق على منح عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة؟ أهذا موقف سليم؟ ثم من يطرح ذلك؟».


من جهة أخرى، وصف عباس الذهاب إلى غزة بالأمر الضروري جداً، لكنه أشار إلى أهمية التمهيد له عبر «استكمال كل عناصر المصالحة».
وقال «سنجلس قريباً» مع خالد مشعل لبحث كل هذه القضايا، إلى جانب بحث مستقبل القضية الفلسطينية «لأن حركة حماس جزء مهم من الشعب الفلسطيني».


إلى ذلك، شدد عباس على أن اللقاء المرتقب مع اللجنة الرباعية الدولية لا يعتبر مفاوضات «لأن الرباعية تريد سبر أغوار الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لمعرفة حقيقة مواقفهما، لعلها بذلك تتوصل إلى جسر الهوة بين الجانبين». ولفت إلى أن «الموقف الفلسطيني واضح بشأن العودة إلى المفاوضات، وهي عودة لن تتم إلا بعد أن توافق إسرائيل على مرجعيتها، أي حدود ،1967 وعلى وقف الاستيطان، وبالتالي لا يمكن الحديث عن مفاوضات الآن مع الإسرائيليين».


من جهة أخرى، قال عباس إن العلاقات الفلسطينية ـ الأميركية قوية جداً، وتطورت خلال السنوات الماضية من خلال المساعدات المالية، والدعم الدبلوماسي والسياسي.
وأعرب عن أمله في أن تراجع الإدارة الأميركية مواقفها «خصوصاً تلك التي ترافقت مع انضمام فلسطين إلى اليونسكو، أو تلك التي تتعلق بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة حتى تكون وساطتها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكثر جدية للوصول إلى حل سياسي».
وكان طلب فلسطيني بالحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة قدمه عباس في 23 سبتمبر الماضي، قد واجه عقبة أول من أمس، عندما اخفقت لجنة دراسة طلبات العضوية فى الاتفاق على توصية بشأن الطلب الفلسطيني.
وفضل الفلسطينيون أيضاً عدم الدعوة إلى تصويت بمجلس الأمن الدولي، بعد أن اتضح أنه ليس لديهم الأصوات التسعة اللازمة لإحالته للمجلس لإجراء تصويت للحصول على عضوية كاملة.


من جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس، إن تلك الجهود ستستمر حتى «للمرة الألف» حتى تُعطى السلطة الفلسطينية عضوية كاملة.
وأضاف لإذاعة «صوت فلسطين» من نيويورك، حيث يتابع الطلب الفلسطيني، إنهم كانوا دائما يعرفون أن «جولة واحدة للحصول على عضوية كاملة لن تكون كافية». وأكد أن خيار الانضمام إلى الأمم المتحدة بصفة مراقب، مفتوح بالنسبة لهم (الفلسطينيون) ويمكنهم القيام بذلك وقتما يريدون. لكن تركيزهم يتمثل في الحصول على عضوية كاملة نظراً لأن ذلك هو ما يريدونه.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية ربما تختار أن تصبح دولة غير كاملة العضوية تحظى بصفة مراقب، لكن ذلك لن يكون بديلاً عن الحصول على عضوية كاملة.


• حراك في ملف المصالحة الوطنية ولقاء عباس - مشعل قبل 25 الجاري


وفي غضون ذلك ذكرت صحيفة «الحياة» أن هناك حراكا مصريا - فلسطينيا جديدا في ملف المصالحة الفلسطينية سيتوّج بعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل قبل 25 الشهر الجاري.


ونقلت عن مصادر إن مصر ستوجه دعوة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في الخامس من أيار (مايو) الماضي، وذلك لإجراء مشاورات في شأن آلية تنفيذه بأسرع ما يمكن، خصوصاً في ظل التحديات والأخطار التي تعصف بالقضية الفلسطينية.


وأضافت أن لقاء عباس - مشعل سيعقد في الفترة بين 20 و25 الشهر الجاري في القاهرة، على أن يتبعه لقاء للفصائل كافة في العاصمة المصرية لوضع الآليات المناسبة لتنفيذ اتفاق المصالحة، خصوصاً أن حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير ترفض فكرة عقد لقاءات ثنائية بين الحركتين المتصارعتين الأوسع شعبية في الشارع الفلسطيني.


وأشارت إلى أن اتصالات أجريت عشية عيد الأضحى المبارك بين مشعل وقيادي بارز في «فتح» يشغل عضوية لجنتها المركزية له دور بارز في اتصالات غير معلنة مع «حماس» منذ سنوات عدة، تلاه اتصال هاتفي من مشعل لعباس لتهنئته بحلول عيد الأضحى المبارك.
وأوضحت أنه تم الاتفاق بين مشعل والقيادي «الفتحاوي» على أن يلتقيا في وقت قريب لبحث آفاق المصالحة وتجسيد الوحدة الوطنية للوقوف صفاً واحداً لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية. وقالت إن عضو اللجنة المركزية في «فتح»، مسؤول ملف المصالحة في الحركة عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» عقدا أخيراً لقاء إيجابياً وبناء بحثا خلاله متطلبات وسبل إنجاح لقاء عباس - مشعل المرتقب وقضايا متعلقة بالمصالحة وأخرى سياسية.


ولفتت إلى أن هذه الاتصالات والتحركات تنبع من أن «فتح» وعباس يعتبران أن المصالحة والوحدة تحتلان أولوية لديهما، وأنه يجب إنجازهما بسرعة في ضوء الموقفين الأميركي والإسرائيلي من مسألة (فشل) حصول فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، بعدما لم تتوافر الأصوات التسعة اللازمة في المجلس للتصويت لمصلحة منحها العضوية. ورأت أن لدى «فتح» و «حماس» الرغبة في إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، فضلاً عن وجود اعتبارات وعوامل أخرى تجعل من إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية حاجة وضرورة للحركتين.