أكد الفلسطينيون بكافة انتماءاتهم التنظيمية، اليوم الأحد، على رفضهم المطلق لخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وألمحوا إلى الانسحاب من اتفاقيات أوسلو وحلّ السلطة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "صفقة القرن" لن تمر دون موافقة الشعب الفلسطيني، وأن "القيادة بدعم من أبناء شعبنا ستفشل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، كما أفشلت عشرات المحاولات السابقة".

بدوره، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن "خطواتنا للرد على إعلان صفقة القرن تتمثل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية" في اتفاقيات أوسلو، مضيفا أن إعلان الخطة سيخلق واقعا جديدا و"يحوّل الاحتلال من احتلال مؤقت إلى دائم".

وأضاف أبو ردينة، في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، أن "القيادة ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات من فصائل ومنظمات وغيرها للإعلان عن الرفض القاطع لأي تنازل عن القدس".

وقال إن "القيادة ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وأي قرار سيخرج سيكون مدعوما عربيا ودوليا"، محذرا من "تداعيات خطيرة للغاية ستحل على المنطقة بأسرها في حال تم الإعلان عن تطبيق ما تسمى ’صفقة القرن’، لما فيها من مساس بسيادة دول المنطقة وهويتها"، واصفا المرحلة بـالخطيرة.

وطالب أبو ردينة العالم العربي بدعم الموقف الفلسطيني المُشدد على أنه لا سلام ولا خطة ولا تفاهم ولا تفاوض دون القدس، وأن ما تسمى "صفقة القرن" ستُحدِثُ مزيدا من البلبلة التي لا تُحمد عقباها.

وأضاف أبو ردينة أن "إعلان واشنطن عن تطبيق هذه الخطة ما هو إلا محاولة لإخراج كل من نتنياهو وترامب من أزمتيهما الداخليتين على حساب القضية الفلسطينية". وحذر أية جهة من التعاطي "مع الطرح الأميركي، لما يحمل في طياته من إلغاء للقدس واللاجئين والحقوق الثابتة لشعبنا".

من جانبه، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، عن "جهوزية" حماس، للقاء عاجل مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية كافة. " لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا، ونتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا، ولنعلنها مدوية أن الصفقة لن تمر".

وقال هنية إن "فلسطين وطننا وأرضنا، وهي درة الأمة الثمينة غير قابلة للمساومة أو البيع والشراء"، معلنا "رفض مؤامرة صفقة القرن واعتبار معركة التراجع فيها حرام علينا".

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن "الرئيس الأميركي وإدارته لن يجدوا أي فلسطيني أو عربي يوافق على ’صفقة القرن’ المجحفة بحق الفلسطينيين، أو يجرؤ على التحدث باسمهم، وأن شعبنا قادر على إسقاطها كما أسقط سابقاتها".

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، إلى اعتبار يوم إعلان "صفقة القرن" المشؤومة يوم غضب شعبي وجماهيري واسع، وإزالة شعارات من الميادين العامة والساحات ومداخل القرى والبلدات لها علاقة بالتمويل الأميركي المشروط سياسيا، "تعبيرا عن الرفض الشعبي لكل السياسات العدوانية الأميركية تجاه شعبنا، والى تطوير ادوات المقاطعة بما يشمل المنتجات الأميركية، والتعامل معها بنفس مواصفات بضائع الاحتلال التي يجب أن تقاطع بشكل كامل".

واعتبرت قوى رام الله والبيرة في بيانها، أن "الولايات المتحدة بهذا الاعلان تضع مصالحها في المنطقة برمتها في دائرة الاستهداف، وهي تتحمل كامل المسؤولية حيال أية ردود فعل حيال هذا الموقف المشين لإدارتها".