"ماذا يعني رفض إقامة مثل هذه الدولة؟ يعني إظهار الواقع على الأرض كما هو، نظام فصل عنصري، نظام ’أبرتهايد’، ووضع إستراتيجية نضال ضده بالخطاب الديمقراطي الإنساني"


قال مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، د. عزمي بشارة، إن "صفقة ترامب ونتنياهو والفتور العربي والأوروبي المرافق من نوع التطورات السياسية الثقيلة ذات الأبعاد والإسقاطات على الأرض، التي لا يكفي أن تقارَب بردود فعل سواء أكانت بيانات أو غيرها، فالمسألة تتعلق بإستراتيجيات كبرى من نوع السلوك السياسي تجاه الضم، ورفض إقامة دولة فلسطينية فاقدة السيادة داخل حدود ’الغيتو’ الذي ترك لها في غزة والضفة".

وأضاف في منشور في "فيسبوك" اليوم الخميس: "فماذا يعني رفض إقامة مثل هذه الدولة؟ يعني إظهار الواقع على الأرض كما هو، نظام فصل عنصري، نظام ’أبرتهايد’، ورفض تمويهه برموز وألقاب رسمية وادعاءات لا أساس لها، ووضع إستراتيجية النضال ضد نظام الفصل العنصري بالخطاب الديمقراطي الإنساني الذي يتطلبه ذلك، وبالحزم الذي يتطلبه ذلك بشأن المساواة وحقوق السكان الأصليين".

وأوضح أنه "لا يتناقض ذلك مع تنظيم المجتمع الفلسطيني لحياته المدنية مثل أي مجتمع متحضر، في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد الحياتي الذي حققت فيه إنجازات، فالناس لا تحتمل العيش والنضال في ظل الفوضى وشريعة الغاب. لكن إستراتيجية النضال يجب أن تتغير جذريًا. هذه السلطات هي بلديات ضروري وجودها بوصفها بلديات، ولكن منظمة التحرير أو مؤسسة أخرى يتفق عليها، يجب أن تخوض النضال على الأرض ضد الأبرتهايد بالوسائل المناسبة، وعالميًا أيضًا. ومن ثم فالقيادات لا يفترض أن تكون قيادات سلطة بل قيادات نضال سياسي غير ملتزمة بأي اتفاق من أي نوع مع نظام الفصل العنصري الاستعماري".

وعقب الإعلان عن "صفقة القرن"، كتب بشارة: "صفاقة القرن.. إعلان سيادة إسرائيل على مناطق واسعة في الضفة الغربية تحتلها المستوطنات، في مؤتمر صهيوني عالمي تحول إلى اجتماع انتخابي لنتنياهو وتسميته صفقة القرن".

وعشية الإعلان عن الصفقة، كتب بشارة عن توقعاته "للجولة الأخيرة المرتقبة من دراما صفقة القرن الركيكة"، أن "ترامب سيعلن التفاوض على دولة فلسطينية محدودة السيادة عاصمتها خارج القدس (أبو ديس)، من دون الكتل الاستيطانية التي سوف تضم إلى إسرائيل مقابل تبادل أراضي على حدود غزة، ومن دون غور الأردن (منطقة عازلة متروكة للتفاوض بين الطرفين)"، وذلك سيأتي "بعد "تنفيذ 'الصفقة' عمليا بضم القدس ووقف الاعتراف بقضية اللاجئين وعدم الاعتراض على الاستيطان".

واعتبر بشارة أن المرحلة الثانية ستتمثل بالضغط على "دول عربية لإعلان تأييدها وللضغط على السلطة في رام الله. لقد تعاملت بعض الأنظمة مع قضية فلسطين كباب من أبواب تقديم الخدمات العلاقة لأميركا في مقابل رضاها. ولا يمكن أن تتخذ دول عربية موقفا جديا في معارضة خطة أميركية ما دامت قضيتها الأولى هي صراعاتها البينية".

ووجه بشارة دعوة للدول العربية في هذا السياق، قائلا: "المطلوب من الدول العربية موقف رافض لاستبدال نظام الفصل العنصري بالاحتلال. أما الذين هربوا من المسؤولية فليعلموا الأميركان أيضا إنها ليس مسؤوليتهم بل مسؤولية الفلسطينيين، وأن الموقف متروك للشعب الفلسطيني، وأنهم سوف يقبلون بما يقبل به الفلسطينيون. فقد كانت هذه حجتهم حين وافقوا على اتفاقيات أوسلو وغيرها للتخلص من عبء القضية".

أما عن الدور الفلسطيني المناوئ لهذه الصفقة، فقد قال بشارة: "والأساس أن يعلن الشعب الفلسطيني موقفه بالوسائل المتاحة وأهمها الخروج إلى الشارع، وأن يدعو حلفاءه في كل مكان لاتخاذ موقف حاسم من التواطؤ المعلن بين البيت الأبيض والليكود واليمين المتطرف في إسرائيل. والذي تعتبره حكومة إسرائيل فرصتها التاريخية لتصفية الموضوع".

اقرأ/ي أيضًا | تفاصيل "صفقة القرن": القدس.. اللاجئون.. المثلث.. الأسرى.. الحدود.. غزة...

اقرأ/ي أيضًا | د. عزمي بشارة: عن الحلقة الأخيرة المرتقبة من دراما "صفقة القرن"