أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، عن استعداده للبدء بمفاوضات مع الإسرائيليين، برعاية دولية، وشدد على أن تحقيق السلام لا يمكن أن يتم بالضم أو الإخضاع أو بفرض رأي أحد الطرفين على الآخر.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده عباس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، في نيويورك، مساء الثلاثاء.

وجدد عباس رفضه لخطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، لتنكرها لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، مؤكدا أنها لن تكون أساسا لأي مفاوضات مستقبلية.

وأكد عباس، بحسب ما أوردت الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء (وفا)، "استعداده لاستكمال المفاوضات حيث انتهت مع أولمرت، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وليس على أساس خطة الضم الأميركية الإسرائيلية".

وقال عباس: "شعبنا يريد دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا الإسرائيليين إلى رفض المواقف المتطرفة التي لا تؤدي إلى شيء".

وأضاف عباس "أيا كانت الأوضاع بيننا وبين الإسرائيليين لن نلجأ إلى العنف، نؤمن بمحاربة الإرهاب، ولدينا 83 اتفاقا دوليا لمحاربته، ونعبر عن مواقفنا من خلال المقاومة الشعبية السلمية".

وقال عباس إن "يديه ممدودة للسلام للرجال الذين يريدون تحقيقه، برعاية دولية وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية"، وقال: "لا نريد شيئا خارج الشرعية الدولية".

من جانبه، قال أولمرت إن "عباس فعل كل ما هو ممكن للتعبير عن التزامه بالسلام، والعمل على إيجاد بيئة مناسبة لتحقيقه بين البلدين".

وأضاف أن "الطريقة التي تعالج بها الولايات المتحدة عملية السلام ليست الطريقة الصحيحة"، مضيفا أن "الرئيس عباس هو رجل سلام".

وأردف أولمرت أن "عباس هو الشريك الوحيد للسلام في الشعب الفلسطيني، وهو رجل سلام ويحارب الإرهاب، ولذلك تفاوضت معه". وأشار أولمرت إلى أن "صفقة القرن" وُضعت دون الرجوع للفلسطينيين.

وتابع أولمرت "كشريك للسلام أؤمن أن الشريك الفلسطيني الوحيد للسلام والذي يمثل الشعب الفلسطيني وهو مستعد للمفاوضات، وكان يمكن التوصل لاتفاق معه في ذلك الوقت هو الرئيس محمود عباس، وأنا أثق به لأنه كانت هناك جسور بيننا".

من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن المؤتمر الصحافي واللقاء الذي جمع أولمرت بالرئيس عباس يعبر عن "لحظة انحطاط في تاريخ دولة إسرائيل".

كما هاجم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، المؤتمر الصحافي المشترك بين أولمرت وعباس، وقال: "في اليوم الذي يخفق فيه عباس في محاولته قيادة تحرك سياسي في الأمم المتحدة ضد دولة إسرائيل، يختار أولمرت رد الجميل للإرهاب السياسي الفلسطيني".

وسبق أن أثارت تصريحات أولمرت، حول موقفه من "صفقة القرن" المزعومة، وعلاقته بالرئيس الفلسطيني عباس، ضجة في إسرائيل، كونه تحدث عن إمكانية التوصل لاتفاق سلام شامل كجزء من مفاوضات ثنائية ودون خطة أميركية.

يُذكر أن أولمرت، كان آخر رئيس حكومة إسرائيلية قبل وصول بنيامين نتنياهو إلى الحكم، وتعرض للسجن عدة سنوات بسبب قضايا فساد.

اقرأ/ي أيضًا | واشنطن: "صفقة القرن" تشكل أساسًا للتفاوض ولن يتم فرضها