شرعت أجنحة عسكرية فلسطينية في قطاع غزة اليوم، الثلاثاء، بمناورة عسكرية. وتهدف المناورة، التي تنفّذها "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة"، إلى "رفع كفاءة وجهوزية مقاتلي الفصائل، للقتال في مختلف الظروف"، وأنها "تُحاكي تهديدات الاحتلال الإسرائيلي المتوقعة".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتضم الغرفة المشتركة، الأذرع العسكرية للفصائل بغزة، باستثناء حركة "فتح". ومن أهم الأجنحة العسكرية المنضوية في إطار الغرفة المشتركة، كتائب عز الدين القسام، التابعة لحركة حماس، وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي. وتعدّ هذه المناورة، التي أُطلق عليها اسم "الركن الشديد"، الأولى من نوعها على مستوى القطاع.

وقال الناطق باسم كتائب "سرايا القدس"، أبو حمزة، نيابة عن الفصائل المشاركة، خلال مؤتمر صحفي، صباح اليوم، "نعلن عن بدء مناورة الركن الشديد، في إطار تعزيز العمل المشترك والتعاون بين الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة"، مضيفا أن المناورة تأتي "تتويجاً لفترة من الإعداد والتدريب العسكري المشترك، وتجسيداً لجهود المقاومة في رفع جهوزيتها القتالية بشكل دائم".

وتابع أنه "ستنفّذ المناورة بالذخيرة الحيّة عبر سيناريوهات متعددة، على امتداد قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، حيث تحاكي هذه المناورات تهديدات العدو المتوقعة"، وأن هذه المناورة تأتي "للتأكيد على جهوزية المقاومة للدفاع عن الشعب (...) وعلى وحدوية قرارها في خوض أي مواجهة تُفرض على الشعب في أي زمان".

أبو حمزة خلال المؤتمر الصحافي، اليوم

وأضاف أبو حمزة أن "فصائل المقاومة لن تسمح للعدو الصهيوني بفرض قواعد اشتباك، لا ترضاها"، محذرا إسرائيل من أن "التفكير بخوض أي مغامرة ضد الشعب، ستواجَه بقوة ووحدة".

وأطلقت الفصائل، رشقات من الصواريخ، باتجاه البحر، في إطار المناورة.

وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني التي تديرها حماس، أعلنت أمس في إطار التجهيز للمناورة، عن إغلاق البحر كاملا اليوم أمام المصطافين والصيادين. وأشارت في بيان إلى أنه "سيتم أيضا إخلاء عددا من المقرات الأمنية والشرطية" وأن هذه الإجراءات ستستمر لمدة "24 ساعة من بدء تنفيذها".

وانتشرت عناصر تابعة للفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية والشرطية، في مناطق متفرقة من القطاع، صباح اليوم، استعدادا لتنفيذ المناورة.

ورفعت إسرائيل حالة التأهب، الاستخباراتية بالأساس، وسط تقديرات بأن احتمال أن تؤدي المناورة في القطاع إلى تدهور الوضع الأمني مقابل إسرائيل متدن جدا، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم.

وأضاف فيشمان أن التقديرات الإسرائيلية تستبعد خرق حماس للتهدئة الحالية، وأن حجم المناورة "صغير نسبيا، وغايتها الكاميرات بالأساس"، لكنه أشار إلى أن حماس ستستعرض صواريخ مداها 100 كيلومتر.

وحسب فيشمان، فإن مصر قررت بشكل مفاجئ، خلال الأسبوع الأخير، إجلاء دبلوماسييها من القطاع، من أجل نقل مقر الممثلية المصرية إلى مكان آخر في القطاع.