أوعز الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لوزارة المالية بوقف المخصصات المالية التي تُمنح لمؤسسة "الشهيد ياسر عرفات"، التي يرأسها ناصر القدوة، وذلك بعد أيام من قرار اللجنة المركزية لحركة "فتح" فصل عضو لجنتها المركزية، القدوة، من الحركة، على خلفية ترشحه للانتخابات المقررة في أيار/ مايو المقبل في قائمة مستقلة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأكد القدوة، اليوم الإثنين، صحة هذه المعلومات خلال لقاء مع إعلاميين دعا إليه "الملتقى الوطني الديمقراطي" الذي يعد القدوة جزءا منه، وذلك في أعقاب ما أوردته صحيفة "العربي الجديد"، عبر موقعها الإلكرتوني، ، نقلا عن مصادر مطلعة في هذا الشأن.

وكان القدوة، وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، قد أعلن في وقت سابق نيته تشكيل قائمة تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي"، لخوض الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في 22 أيار/ مايو المقبل.

وأشارت مصادر "العربي الجديد" إلى أن أمر عباس بمنع المخصصات المالية عن المؤسسة جاء من خلال الصندوق القومي الفلسطيني، إذ خاطب مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني، رمزي خوري، وزير المالية في الحكومة الفلسطينية، شكري بشارة، بكتاب في هذا الشأن.

اقرأ/ي أيضًا | مركزيّة فتح تفصل ناصر القدوة من عضويّتها ومن الحركة

وجاء في كتاب الصندوق القومي الفلسطيني لوزارة المالية أنه "نرجو الإيعاز بالتكرم للإخوة المعنيين بوزارتكم الموقرة بإيقاف صرف أية مخصصات مالية أو تغطية أية نفقات تخص مؤسسة الشهيد ياسر عرفات".

وأكد خوري، بحسب "العربي الجديد"، صحة ما جاء في كتاب وقف مخصصات "مؤسسة ياسر عرفات" التي يرأسها القدوة، وقال إن ذلك صحيح وجاء بتعليمات من الرئيس محمود عباس.

من جانبه، قال القدوة إن "تعليمات صدرت بوقف الدعم المالي لمؤسسة ياسر عرفات، التي يرأس مجلس إدارتها". وأضاف أنه "بدأت بعض الجهات (لم يسمها) في إجراءات مضادة غير منطقة وغير قانونية"، في إشارة إلى "قرار بوقف الدعم المالي لمؤسسة ياسر عرفات".

ومؤسسة ياسر عرفات، مستقلة وغير ربحية، تأسست بموجب مرسوم رئاسي عام 2007، لغاية المحافظة على تراث الرئيس الفلسطيني الراحل.

وأبرز القدوة، وثيقة موقعة من مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني، رمزي خوري، حول وقف الدعم، قائلا إنها "لم تصله مباشرة وإنما استخرجها من الإنترنت". وأوضح أن الصندوق القومي (يتبع منظمة التحرير) واحد من عدة مصادر تدعم المؤسسة، داعيا إلى "الفصل بينه وبين مؤسسة ياسر عرفات".

وأضاف القدوة أنه "صدر القرار بوقف المساعدة، لكن يجب القول إن هذه المساعدات ليست لي، ويجب الفصل بين موقفي السياسي وتصريحاتي وبين المؤسسة، ولكن في حال تم القرار فليكن".

وفي السياق، ذكر القدوة أن السلطة الفلسطينية سحبت مرافقيه. وقال: "هؤلاء مش (ليسوا) خدمات، بل حماية، وعندما تُسحب الحماية فأنت تقترب من فكرة المساس بالسلامة الفردية".

وفي رد على سؤال للصحافيين حول وجود إجراءات قانونية أخرى، قال القدوة: "لا يوجد لدي علم إن كانت موجودة، ومن لديه أمور فليتفضل بطرحها".

وحول إن كان ما جرى بحق "مؤسسة ياسر عرفات" سيخلق أزمة عربية، قال القدوة: "آمل ألا يتم خلق أزمة بهذا الشأن، ونحن نفصل بين الأشياء، الملتقى وناصر القدوة قصة، والمؤسسة قصة أخرى، وسنرى ما الذي سيجري".

وكان القدوة (68 عاما) قد انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة "فتح" عام 2009، قبل أن تعلن الحركة فصله من عضويتها، يوم الخميس الماضي، على خلفية مواقف اعتُبرت "متجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها".

اقرأ/ي أيضًا | القدوة: قرار فصلي من فتح يثير الحزن على ما آلت إليه الحركة

ومنتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، أصدر الرئيس عباس مرسوما حدد بموجبه مواعيد الانتخابات خلال العام الجاري: التشريعية في 22 أيار/ مايو، والرئاسية في 31 تموز/ يوليو، والمجلس الوطني في 31 آب/ أغسطس.