ثلاثة شهداء في جنين برصاص أجهزة أمن السلطة مع استمرار الحملة الأمنية
ارتفعت حصيلة الشهداء برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في جنين إلى ثلاثة خلال أيام، بعد استشهاد الطفل محمد عماد العامر، مساء اليوم السبت، متأثراً بإصابته خلال الحملة الأمنية المستمرة على المدينة ومخيمها.
وأفادت مصادر محلية بأن الطفل العامر، نجل اللواء في جهاز الأمن الوقائي عماد العامر، أصيب برصاص قناص من أجهزة السلطة أمام منزله في المخيم، رغم تحذير والده للعناصر الأمنية من وجود طفل في المكان.
في وقت سابق اليوم، استشهد القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة، المطلوب للاحتلال الإسرائيلي منذ أربع سنوات، إثر إطلاق النار عليه خلال الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في المخيم. وقبل أيام قتلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الشهيد ربحي الشلبي، واعترفت بمسؤوليتها عن قتله في وقت لاحق.
كما أسفرت الحملة الأمنية التي تشنها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية على المقاومين في شمالي قطاع غزة وخصوصا في مدينة جنين ومخيمها، عن إصابة عدد من السكان بجروح متفاوتة جراء إطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي.
ودعت فصائل فلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان إلى وقف العمليات الأمنية فورًا وفتح حوار وطني مسؤول للحفاظ على السلم الأهلي ووقف حالة الفوضى التي تهدد النسيج المجتمعي الفلسطيني.
وفي وقت سابق، قال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني في رام الله، أنور رجب، إن الأجهزة الأمنية، بدأت فجر اليوم، بتنفيذ خطوات جديدة، في إطار ما تدّعيه "حفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى، في مخيم جنين".
وقالت مصادر محلية إن الشاب يزيد جعايصة قُتل برصاص عناصر أمن تابعين للسلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن جعايصة من قادة كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس، ومطارد للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد العميد رجب في بيان صحافي، أن "هدف هذه الجهود استعادة مخيم جنين، من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان".
وشدد بيان الأجهزة الأمنية، على أنها اتخذت "كافة التدابير والإجراءات التي تجنب المواطن أي تداعيات من شأنها أن تمس بحياته أو تؤثر على سير الحياة الطبيعة في مدينة جنين ومخيمها"، فيما اندلعت اشتباكات مسلّحة بين السلطة والمقاومين من عدة أطراف في البلدة والمخيم.
وزعم العميد رجب أن الأجهزة الأمنية "ماضية وبكل عزيمة وإصرار وبلا هوادة في إنفاذ وتنفيذ القانون، وملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من الخارجين على القانون وأصحاب الأجندات المشبوهة، ومن يسهلون على الاحتلال مهمته في تنفيذ مخططاته وسعيه لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، وحرمان شعبنا من نيل حريته واستقلاله".
وفي بيان لاحق، قال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني إن "الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط كارثة في مخيم جنين، وذلك بالسيطرة على مركبة مفخخة أعدها الخارجون على القانون".
وزعم العميد رجب أن "المركبة كان من المقرر تفجيرها وسط المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية، في إطار عمل إجرامي جبان يعكس نهجًا داعشيا دخيلًا على قيمنا وأخلاقنا الفلسطينية ومتناقضا مع مسيرة نضالنا الوطني".
وكانت قد أشارت تقارير إسرائيلية، في الأيام الأخيرة، إلى أن السلطة الفلسطينية وجهازها الأمني، يحاولون فرض ما يُسمى السيطرة الأمنية على مناطق في شمالي الضفة الغربية؛ جنين ونابلس وطولكرم بزعم أن المقاومين المسلحين هم من يسيطرون على الأوضاع هناك.
حماس تدعو لوقف "تجاوزات السلطة وحماية النسيج الوطني"
بدورها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "كافة فصائلنا وقوانا الوطنية وكل مكونات شعبنا ومؤسساته القانونية والحقوقية لاتخاذ موقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة، وخاصة في جنين وعموم الضفة الغربية، والضغط الجاد عليها لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد نسيجنا الوطني واستقرارنا المجتمعي".
وأضافت الحركة: "ندعو قيادة السلطة للجم سلوك أجهزتها والوقف الفوري والتام عن كافة هذه الاعتداءات المشينة، والإسراع بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجونها، وتصحيح بوصلتها الأخلاقية والوطنية نحو خيار الوحدة والمقاومة لردع الاحتلال وصد عدوانه".